لن أتطرق إطلاقاً لاتحاد عيد أو أدخل في عملية تحريض ضده، لأن كل من يستلم زمام الأمور في هذا الاتحاد المكتظ بالأخطاء الجذرية فهو عرضة لأن يكون صيداً لذئاب الإعلام ونسوره المفترسة.
الأخطاء الرياضية لا تأتي مع رئيس اتحاد وترحل برحيله، فالأخطاء أساساً نابعة من المنظومة الرياضية ككل، والأندية ومن يرأسها هم جزء لا يتجزأ من العثرات والأخطاء التي جعلت رياضتنا تتراجع ومنتخبنا الوطني يخفق.
إدارات الأندية ذاتها غير قادرة على إدارة أنديتها بدون تسول الأموال والجري خلف شرهات الشخصيات الاعتبارية في البلد مع فرض (رسوم شهرة) على كل رجل أعمال مقابل إبراز أعماله الجليلة في النادي، وهذه الرسوم في حقيقتها ليست إلا عملية تسول مبطنة أو شحاذة رفيعة المستوى، ومن يمارس هذه الأساليب ليسوا في الحقيقة أندية مغمورة، بل هم من الأندية ذات الصيت والمكانة في رياضتنا المحلية، وهذه الأندية ذاتها قامت برفع شعارات الإصلاح محملة الاتحاد كامل المسؤولية والأحوال المائلة التي وصلت لها رياضتنا.
ونحن ذكرنا لك هذا الأنموذج حتى تدرك مقدار ما تعانيه رياضتنا وكيف أن الأندية ذاتها شريكة في تدني الوضع العام للمنتخب، وكل عمليات الصخب والاعتراض المسلطة على فرد أو اثنين في الاتحاد السعودي، ليست في حقيقتها سوى حروب انتخابية تدار إما عن طريق الخاسرين أو الطامحين، والكل يسل سيفه ويدير معركته الانتخابية حاشداً لها كل الإمكانات اللوجستية والإعلامية لتعبئة الشارع الرياضي حتى لو اضطر لتزييف الحقائق وابتداع الأكاذيب، والكل يريد أن يحقق أحلام الإسكندر الأكبر عن طريق هذا الاتحاد لكي يظل قوياً في كل الأزمنة والعصور، والخاسر الأول والأخير هو كرتنا المحلية ومنتخبنا الوطني.
دخل نادينا في هذه النزاعات بين المتنافسين، ومنذ فترة طويلة وهو ضحية لهذه النزاعات، وحتى الإعلام الذي يتحلى بلباس (نادينا) انجرف خلف هذه الصراعات الانتخابية، فلا يزال طوق المرشح السابق يطوق رقابنا ولايزال بقايا حزبه ودراويشه في الإعلام يرفعون شعارات (ارحل يا ريس)، قاصدين بها رئيس نادينا الحالي.
كان نادينا على (قفا من يشيل) فقد دخل نادينا ومن أوسع أبوابه كل أرباب النحل الرياضية فكل جيراننا دخلوا نادينا معززين مكرمين، والآن أنصار نادينا يحاربون كفاءات نادينا حتى يبرهنوا أن دخول جيراننا في عقر دارنا كان لأسباب منطقية لها ما يبررها، فصرنا نحارب أنفسنا من أجل سواد عيونهم، ومن أجل عين تكرم مدينة.
يقول المثل (سكتنا له دخل علينا بحماره) فسكوتنا على دخوله بيتنا والحديث باسم نادينا وتمثيل نادينا في الجمعيات العمومية، أعطاه الحق بأن يشن حربه الإعلامية والتويترية على اتحاد عيد باسم نادينا.
مسكين أنت يا نادينا، ذبحوه وشرحوه وراحوا يوزعونه لحماً طازجاً على الصحافة الزرقاء والصفراء بالمجان، وليتهم اكتفوا بذلك بل صاروا يرفعون شعارات (ارحل يا ريس).