واصلت جلسات الملتقى الثاني للإعلام البترولي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مداولاتها للشأن النفطي وتأثيراتها، وأكد الخبراء خلال الجلسات أن أسعار السلع والمعادن ترتبط تغيراتها ارتباطا وثيقا بأسعار النفط انخفاضا وصعودا.
يأتي ما أكده الخبراء خلال الملتقى في الوقت الذي لا تزال فيه أسعار السلع في الأسواق المحلية متمسكة بأرقامها رغم الخفوضات الكبيرة التي اجتاحت بورصة براميل "الذهب الأسود" النفط، وهو ما جاء مغايرا للتوقعات التي تفيد بأن السلع لا بد أن تتماشى أسعارها مع انخفاضات النفط، الأمر الذي حدا بمتابعين للأسواق المحلية إلى المطالبة بضرورة أن تتحرك وزارة الصناعة والتجارة صوب فرض مزيد من الرقابة على الأسواق وحفز تلك التأثيرات بما يكون في صالح المستهلك.
من جانبه، أكد مستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم المهنا أن هناك ترابطا بين السلع والعملات العالمية المهمة، مبيناً أن أسعار النفط تؤثر في الاتجاه السعري لكثير من السلع والمعادن، إضافة إلى التطورات والأحداث السياسية والاقتصادية المختلفة التي لها تأثير كبير على أوضاع جميع الأسواق بما فيها السوق البترولية بشكل حقيقي، مشيرا إلى أن هناك أحداثا أخرى تؤثر في اتجاه السوق بشكل كبير بحيث تنخفض أو ترتفع الأسعار ما بين 20-30 %، وفي حالة تصاعدية أو تنازلية قد تستمر لعدة أشهر، وأنه خلال الأربعين عاما الماضية حدث 12 تقلبا رئيسا في أسعار النفط تقريبا نصفها يعود إلى أسباب سياسية وعسكرية.
ونبه إلى أن الأهم من ذلك هو ظهور السوق المستقبلية للنفط الخام ومشتقاته، وهو ما يعني تحول جزء كبير من المبيعات والمشتريات النفطية تقدر بنحو 70% من بيع وشراء براميل بترول حقيقية إلى عقود آجلة على الورق مع دخول عدد كبير في أسواق النفط ويشمل البنوك والمستثمرين والمضاربين من شركات وأفراد وشركات غير بترولية مثل شركات الطيران بهدف أخذ الحيطة.
وتطرق خلال الجلسة إلى اهتمام وسائل الإعلام بالشأن النفطي، مبينا أن الإعلام يركز على الإثارة وجلب انتباه القارئ والمستمع، ومن يعمل في السوق النفطية، وبالذات المستقبلية، ويبحث عن الحقيقة والتوقعات، كمن يبحث عن الإشاعات والأفكار والإثارة التي قد ترفع السعر أو تخفضه.