أجرت الحكومة التونسية حركة تعديلات واسعة في قادة الأجهزة الأمنية، عقب الهجوم الذي استهدف متحف باردو بالعاصمة، الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الحكومة إن رئيس الوزراء الحبيب الصيد قرر إقالة ستة من كبار القادة الأمنيين. وأضاف مفدي المسدي "بعد زيارة الصيد إلى محيط متحف باردو وقف على تقصير في المنظومة الأمنية وقرر إقالة مسؤولين عدة. هم مدير الأمن بتونس، ورئيس منطقة باردو، ومدير الأمن السياحي، ورئيس فرقة الإرشاد في باردو، ورئيس مركز باردو، ورئيس مركز سيدي البشير".

وكان الصيد الذي شغل منصب وزير الداخلية بعد ثورة 2011، أقر بأن الهجوم على المتحف أظهر وجود ثغرات أمنية خطرة. وأضاف في تصريحات صحفية "نحن بصدد إجراء تقييم للوضع، واتخاذ الإجراءات الضرورية، لكي تقوم وزارة الداخلية بعملها".

وقال الصيد "السلطات أهملت لبعض الوقت التهديدات التي يشكلها الشبان الذين توجهوا لتلقي التدريب أو للقتال في سورية أو العراق أو ليبيا، على غرار المسلحين اللذين هاجما متحف باردو. فهؤلاء يعودون وهم تلقوا تدريبا جديا، ولديهم قدرة على شن عمليات مماثلة لتلك التي حدثت الأربعاء الماضي. إنها مشكلة خطرة". كما أشار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أول من أمس إلى "أن هناك تحقيقا حول الخلل الأمني سيذهب بعيدا جدا".

ولم تكشف السلطات التونسية أي معطيات جديدة غداة إعلان السبسي أن شخصا ثالثا شارك في الهجوم لا يزال طليقا، إضافة إلى المسلحين اللذين قتلتهما الشرطة.

إلى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم محكمة تونس إنه تم إصدار مذكرة استدعاء بحق رجل أمن مكلف بحراسة المتحف. وامتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل إضافية، قائلا إن ذلك يدخل في سرية الملف.

من جهته دعا حزب النهضة الشريك في الائتلاف الوزاري الحكومة إلى "طرح مشروع قانون في مجلس النواب ضد الإرهاب، وآخر لحماية الشرطة".

في سياق متصل يعيد متحف باردو الذي يعد الأكثر أهمية في البلاد، فتح أبوابه اليوم، خلال مهرجان يتضمن حفلة موسيقية للفرقة الوطنية، بحسب وزارة الثقافة. وأشار مدير المتحف، المنصف بن موسى إلى أن الاحتفال المبسط هو خطوة رمزية، وأضاف أنها عملية تحد ورسالة تؤكد أن المهاجمين لم يحققوا أهدافهم". ومن المتوقع كذلك تنظيم مسيرة إلى المتحف، بمناسبة انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي يشارك فيه آلاف الأجانب حتى السبت المقبل.

وقتل الأسبوع الماضي 20 سائحا أجنبيا وثلاثة تونسيين، في هجوم دامٍ على المتحف. وأعلن تنظيم داعش المتطرف مسؤوليته عن الهجوم، بينما لم تؤكد السلطات أنه يحمل بصمات التنظيم.