فيما تتعمد وسائل إعلام شهيرة في الغرب نشر معلومات مضللة عن المملكة درجت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية على نقل تلك التقارير ونشرها بصورة مختلفة.
وآخر ما استجد في هذه القضية ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية السبت الماضي، عبر تقرير مضلل يتحدث عن أزمة التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية السويدية، وما أعقبها من ردة فعل من المملكة، إذ سارعت بعض الصحف الإلكترونية المحلية إلى نقل التقرير وترجمته بطريقة غير صحيحة، رغم ما أوردته الصحيفة الأميركية من معلومات مغلوطة عن المملكة إلى درجة تنافي الحقيقة.
رئيس تحرير صحيفة المواطن الإلكترونية محمد الشهري قال لـ"الوطن": للأسف هذا الأمر يكشف ضعف المهنية في هذه الصحف، مشيرا إلى أنها لا تملك مترجمين محترفين، وأنها تعتمد على صحفيين من الخارج لكتابة أخبار وتقارير عن المملكة، مؤكدا أن المسؤولية في ذلك تقع على رؤساء التحرير.
تنشر بعض الصحف الإلكترونية السعودية قصصا وتقارير صحفية غربية، تتناول ما يحدث في المملكة على كل الأصعدة، إلا أن جل ما تنشره وسائل الإعلام الغربية لا يعكس الحقيقة بكل جوانبها، ويحاول بعضها النيل من السعودية وتضليل الرأي العام في الدول الغربية.
وكان آخر هذه التقارير ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي نشرت السبت الماضي تقريرا تحت عنوان "السعودية تعاقب السويد بسبب دفاعها عن حقوق الإنسان"، الأمر الذي جعل بعض الصحف الإلكترونية المحلية تنقل هذا التقرير بطريقة خاطئة وغير واقعية، على الرغم من أن تقرير الصحيفة الأميركية لم يكن إيجابيا ولم يقف في صف أحد، بل إنه تضمن معلومات مغلوطة عن المملكة إلى درجة تنافي الحقيقة.
وتتضمن التقارير الغربية وجهات نظر حول الأزمة الأخيرة مع السويد، لكنها لا تعكس الموقف السياسي السعودي ضد التصريحات المسيئة التي صدرت عن وزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم، وانتقدت فيها القضاء السعودي.
وأكد متابعون أن الصحف الغربية عادة ما تنقل تصريحات لمسؤولين سعوديين وتكون غير دقيقة، أو أنها تترجم بشكل غير دقيق، ما يؤثر إعلاميا على أهمية التصريح، ومن الممكن أن ينقل إلى الرأي العام بطريقة سلبية أو غير واضحة لدى المتلقي.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة المواطن الإلكترونية محمد الشهري لـ"الوطن": للأسف الشديد، بعض الصحف الإلكترونية ليس لديها متخصصون في أمور الترجمة ونقل ما تنشره الصحافة الغربية عن الأحداث في المملكة، ومعظمها لا تملك مترجمين محترفين، ما يدفع هذه الصحف إلى الخطأ في نقل حقيقة ما تنشره وسائل الإعلام في الغرب.
وأضاف: المثير للاستغراب أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في نقل المعلومات المغلوطة، وتنشر ما يصدر من هذه الصحف حتى لو كان بشكل خاطئ، ما يجعل الإعلام السعودي يواجه الحرج بسبب ما عدّه تضليلا.
وأكد الشهري أن هناك صحفا إلكترونية تعتمد على صحفيين من الخارج لترجمة بعض التقارير التي تنشر عن المملكة، وتنشر هذه التقارير دون مراجعة أو تدقيق، وفي رأيي فإن المسؤول الأول عن مثل هذه الترجمات هم رؤساء التحرير.
إلى ذلك تواصلت الإدانات لما صرحت به وزيرة خارجية السويد في شأن المملكة ونظامها القضائي، إذ عبر مجلس الوزراء البحريني أمس عن إدانته الشديدة للتصريحات التي أدلت بها والستروم، وعدها "تدخلا سافرا في شأن داخلي سيادي لدولة كبرى، ومساسا بنظام قضائي لبلد يستند في ممارساته وقضائه على الشريعة الإسلامية السمحاء، موفرا بموجبها لمواطنيه كل الحقوق والحريات التي تقوم على العدل والمساواة انطلاقا من قيم الدين الإسلامي".
وأكد المجلس وقوف مملكة البحرين مع الرياض في الإجراءات التي تتخذها للدفاع عن حقها السيادي.
من جانبها، أعربت جمهورية جيبوتي في بيان عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات السويدية، مؤكدة أن اتهامات وزيرة خارجية السويد تتعارض مع جميع المواثيق والأعراف الدولية، وتطاولا على سيادة المملكة وقضائها المستمد من الشريعة الإسلامية.