رفضت نائب رئيس اللجنة الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 الدكتورة كوثر القاضي، الآراء التي ذهبت إلى وسم البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض في دورته الأخيرة بالضعف، وقللت من تأثير تدخلات المحتسبين، مؤكدة أن وجودهم حق من حقوقهم.
وقالت القاضي لـ"الوطن": "لم ألمس تذمرا من البرنامج الثقافي، ورضا الناس غاية لا تدرك، حاولنا أن نرضي جميع الأذواق، فكانت الفعاليات موزعة بين المواضيع الدينية والأدبية والفنون، ومعظم الأسماء التي شاركت من الشباب، إضافة إلى أسماء كبيرة جدا في مشهدنا الثقافي، منهم الدكتور صالح المغامسي، وفيصل بن معمّر، والدكتور أبوبكر با قادر، والدكتور معجب الزهراني، وأعضاء وعضوات في مجلس الشورى، إضافة إلى استضافة أصحاب المتاحف الخاصة المكرمين للحديث عن تجاربهم".
وأكدت القاضي أن اللجنة، ومن مبدأ التكامل رأت أن تشرع الباب لمواضيع ثقافية أخرى تتفق مع هوية المعرض، فكانت ندوتا "جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تحقيق التعايش"، و"الملك سلمان وصناعة الثقافة"، كما أن في البرنامج ندوتين متكاملتين بعنوان "الشباب والفنون"، استضاف في الشطر الأول مجموعة من الأكاديميين المتخصصين، وفي الثانية مجموعة من الشباب في مجالات فنية مختلفة مثل إبراهيم الحساوي (بطل مسرحية نوستالجيا) التي كانت ختام البرنامج الثقافي، والمخرج أحمد السروي، والمقدّم محمد بازيد.
وكانت بعض التقارير الصحفية أشارت إلى تواضع الحضور للبرنامج الثقافي من قبل الجمهور، إلا أن الدكتورة القاضي نفت ذلك موضحة "لا أرى قلة في الحضور، فالحضور يتبع لنوع الفعالية، واهتمام شريحة من الموجودات والموجودين بها، فقد كنت أتابع الفعاليات يوميا، وكان الحضور كبيرا جدا في محاضرة الدكتور صالح المغامسي "الإسلام والتعايش"، وفي الأمسية الخليجية كان الحضور كبيرا كذلك، ولا أنسى كذلك فعالية "تجارب روائية" التي كان حضورها كبيرا ومميزا ونخبويا في الجانبين النسائي والرجالي".
وحول تدخلات من يسمون "محتسبين"، ومدى تأثيرهم في تنفيذ البرنامج، قالت "معرض الرياض للكتاب من أوائل معارض الكتب الدولية، ويمثل أهم الأحداث الثقافية في مشهدنا الوطني والعربي، ويرجع ذلك إلى مبيعاته الكبيرة وكثافة زائريه، ومع ذلك يتعرض كل عام لهجوم عنيف وحملات مناوئة، وحملات تبدو منظمة ضد البرنامج الثقافي، لا أعرف لماذا؟ أما من يسمون بالمحتسبين فقد حضروا ندوات البرنامج، وشاركوا فيها حضورا وتفاعلا كأي زائر للمعرض، يحق له الحضور والمشاركة والمداخلة".
وعن الآلية التي اتبعتها اللجنة لتصميم البرنامج الثقافي، قالت "اللجنة الثقافية لنسخة هذا العام تكونت من عدد من الأعضاء المثابرين، منهم الدكتور عمر السيف، ومحمد الحرز، وعبدالله الجميلي، وعبدالله الوصالي، وسعيد آل مرضمة، وكانوا جميعا على قدر الثقة والمسؤولية، واحتملوا كثيرا من تبعاتها، واخترتُ بموافقة جميع الأعضاء نائبة لرئيس اللجنة الدكتور جبريل العريشي، الذي قاد اللجنة بتميز واقتدار، وعقدنا اجتماعات عدة طوال ثلاثة أشهر، وقدمنا كثيرا من الاقتراحات للبرنامج، بداية بشعار المعرض "الكتاب.. تعايش"، وتسمية الممرات بأسماء مناطق المملكة، وفعاليات البرنامج الثقافي، التي راعينا فيها أنها تتطابق مع ثيمة التعايش، كما يتم اختيار الأسماء بناء على الجودة أولا، ثم أن تكون هذه الأسماء منتمية لكل مناطق المملكة، علاوة على إتاحة الفرصة أمام الأسماء التي لم يسبق لها المشاركة، واستبعاد الأسماء التي تتكرر في معظم الفعاليات".
وأضافت: "لا أغفل المجلس الثقافي الذي كان يعقد يوميا بين الساعة الخامسة والسادسة بعد العصر، وقبيل انطلاق فعاليات البرنامج الثقافي الأساس، وهو بإشراف الدكتور عمر السيف، وتقديم الدكتور ياسر العتيبي، وكان متناغما ومتكاملا مع البرنامج الثقافي، وكان من المواضيع المميزة التي دار حولها الحوار: القبيلة بين مساوئ التعصب وفضيلة الانتماء، التعصب الرياضي، أدب المهمشين، التعايش مع الآخر السعودي، بنية الفكر المتعصب".
وأرجعت الدكتورة القاضي انسحاب أحد أعضاء اللجنة (الكاتب شتيوي الغيثي) إلى اعتراضه على عدم إدراج الأفلام في جدول الفعاليات، وأضافت "هو لم يحضر الاجتماع النهائي الذي أقر فيه البرنامج، أما سبب عدم اعتماد الأفلام فهو واضح جدا لكل ذي فكر سليم، فالنظر إلى العمل الثقافي على أنه تكاملي بين مختلف القطاعات الثقافية كان يحتم عدم إدراج الأفلام في الحقيقة، فمهرجان أفلام السعودية المقام أخيرا في الدمام، الذي تزامن مع وضع فعاليات البرنامج في صورته الأخيرة، أدى ذلك الدور الفني والثقافي المطلوب".
ووصفت الدكتورة القاضي تجربتها في اللجنة بالثرية، مضيفة "تجربتي في عضوية البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب كانت ثرية، تعرفت فيها على زملاء متفانين ومخلصين، وشعرت فيها بعظم المسؤولية وصعوبتها في آن، تعرضنا لكثير من الهجوم والاستفزاز، لكننا آلينا على أنفسنا المضي قدما، وعدم الالتفات إلى المهاترات، وسأرفع تقريرا للوزارة يتضمن مقترحات كثيرة، وتنبهتُ وزملائي في اللجنة لعدد من الصعوبات التي سنرفعها، وستكون نبراسا للجان القادمة التي تأتي بعدنا".