فيما يتسبب تأخر ظهور التحاليل المخبرية الخاصة بفيروس كورونا في ارتباك بعض أقسام الطوارئ، أوضح اختصاصي أن تشابه الأعراض الأولية لكورونا مع مظاهر حمى الضنك سبب هذا التأخر الذي تشكو منه مستشفيات جدة طوال العام.

وقال مصدر مطلع لـ"الوطن" إن "التحاليل المخبرية لاكتشاف الإصابة بكورونا من عدمها تخضع عادة إلى إجراءات تستغرق أكثر من 24 ساعة، إذ يؤدي عزل أي مشتبه في إصابته بالمرض إلى ارتباك العمل في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، بسبب كثرة المراجعين الذين يعانون من أعراض مختلفة تثير مخاوفهم من الإصابة بكورونا"، مؤكدا أن أعراض كورونا هي نفسها أعراض حمى الضنك الموسمية.

من جهته، ذكر اختصاصي الطوارئ الدكتور عيسى لـ"الوطن" أن "هناك تشابها كبيرا بين أعراض حمى الضنك، وفيروس كورونا، والإنفلونزا العادية، إذ يصاحب الثلاثة ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، وضيق بالتنفس، وصداع، يصاحبه احتقان في الأنف والحلق، وإسهال، لذلك يختلط الأمر على كثير من الناس".

وأضاف أن "حمى الضنك رغم ذلك تختلف في إصاباتها، حيث تشبه في بداياتها الزكام الفيروسي، ثم تشتد الحمى حتى تصل حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية، وربما تكون مترافقة مع الصداع، خصوصا في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض بارتفاع شديد لحرارة الجسم، وبعد مرور يوم أو اثنين يظهر طفح جلدي، وينتشر في جميع أرجاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين، وفي اللحظة ترتفع الحمى من جديد، ليدخل المريض في الشكل النزفي، وهو مرض خطر وربما قاتل"، مشيرا إلى أن المختبر هو الذي يفرق بين الحالات.

وقال الدكتور واكد إن "فحص كورونا في المختبر يستلزم تحليلا دقيقا هو PCR، ويتم فيه تحليل الحمض النووي للفيروس، كما يتم الاستدلال عليه بمعرفة موقع اختلاط المريض، فربما يكون المصاب تلقى العدوى عن طريق اتصاله بمريض بكورونا، أو أصيب في موسم انتشار هذا الفيروس".

وحول أعراض فيروس كورونا ومضاعفاتها، أشار الدكتور واكد إلى أن "كورونا فيروس غامض ونادر من عائلة كورونا فيروس، وتبدأ أعراضه بسيطة كالإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، وهي أعراض حمى الضنك نفسها، وربما تتطور إلى التهاب حاد في الرئة بسبب تلف الحويصلات الهوائية، وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشل كلوي، ويمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسببا قصورا في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.

وبين الدكتور واكد أن "منظمة الصحة العالمية أعلنت في البداية أن كورونا ينتمي إلى عائلة فيروسات سارس، إلا أن الدراسات أثبتت عدم صحة ذلك، فسارس عدوى تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب التهابا في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف في أنه يسبب التهابا حادا في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي"، مشيرا إلى أن كشف هذين الفيروسين، وغيرهما يتم عبر التحاليل لدى مختبرات وزارة الصحة.

وأكد طبيب الطوارئ أن "فيروسا حمي الضنك وكورونا مختلفين بالنسبة لطريقة الإصابة، إذ إن السبب الرئيس في الإصابة بالأول هو التلوث وانتشار البعوض، وهو يختلف عن الثاني الذي يصيب الإنسان عن طريق العدوى".

وأوضح "أنهما أيضا مختلفان بالنسبة لطريقة العلاج، حيث يعالج المصاب بكورونا بعد التأكد من إصابته عن طريق التحليل المخبري بانتيرفيرون وريبوفيرين، بشرط أن يكون تحت جهاز التنفس الصناعي، أما حمى الضنك، فليس هناك علاج محدد له، ولكن يمكن علاج المصابين به بمراقبة العلامات الحيوية للمريض وخفض درجة حرارته، ويعطى المريض الباراسيتامول".

إلى ذلك، لم تسجل وزارة الصحة أمس أي وفيات أو إصابات بفيروس كورونا، وبذلك يثبت عدد الإصابات الكلي عند 961 إصابة، والوفيات عند 418.