حول نحو 3300 خريج وخريجة من برنامج خادم الحرمين للابتعاث ليل عاصمة الضباب لندن إلى يوم وطني وكرنفال احتفاء بتخرجهم المتوقع هذا العام في عدد من التخصصات والدرجات العلمية.

وما بين العلم السعودي الحبيب وصورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كانت هناك بضعة سنتميترات بيضاء حيث وقف كثير من الشباب والشابات لالتقاط صورة الأمل خاصة خريجي هذا العام ليكون مليكهم وبلدهم حاضرين في لندن كما هما حاضران في القلب. ولم ينس الخريجون الملك عبدالله -رحمه الله- حيث تضمنت كلمتهم التي ألقاها مناصفة الخريجة هناء الضحوي والخريج محمد المنيف الدعاء بالرحمة والمغفرة للرجل الذي منحهم فرصة الابتعاث في أرقى الجامعات العالمية.

جاء ذلك مساء أول من أمس خلال الحفل الخامس لخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في المملكة المتحدة للعام الجامعي 2014 /2015، برعاية سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز الذي كان افتتح السبت الماضي يوم المهنة المصاحب للحفل.

يوم المهنة وحفل التخرج كان لهما وقع خاص في نفوس المبتعثين والمبتعثات، إذ علقت أهداب وهي طالبة مبتعثة على حسابها الخاص عليهما قائلة: "يوم المهنة في لندن بدا وكأنه اليوم الوطني، والمحتفى بهم ينتظرون سوق العمل في المملكة، والاحتفاء كان حدثاً استثنائياً حمل بعض المفاجآت الجميلة والآمال الوليدة لشباب يبحث عن أمل الوظيفة".


الداخلية والدفاع

وفي يوم المهنة، حضرت وزارة الداخلية بجناح ضخم وقدم فريقها للطلاب والطالبات فرصة التقدم للمدن الطبية في التخصصات الطبية والإدارية، كذلك وزارة الدفاع حضرت ومعها قوائم كبيرة بتخصصات عدة للنساء والرجال، وكلتا الوزارتين لم تعقد مقابلات شخصية، بل أوصت بالدخول إلى الموقع عبر الإنترنت واكتفت بمنشورات وهدايا عينية للحضور.


أرامكو وسابك

وأمام جناح أرامكو امتد صف طويل من الشباب المتوقع تخرجهم والراغبين أن تستقطبهم الشركة ليكونوا ضمن 60 ألف موظف ينتمون لهذا الصرح الكبير، يقول أحد أعضاء فريقها ناصر العجمي وهو مبتعث سابق استقطبته أرامكو من قبل وحضر معها ليوم المهنة إنها تحرص سنويا على الحضور في هذا اليوم برغبة جادة في استقطاب الطلاب المبتعثين والطالبات أيضا في كثير من التخصصات العلمية والإدارية.

وعلى بعد خطوات كان هناك جناح سابك الذي سمح لأول مرة باستقطاب الخريجات، وبحسب موظفيه فقد استفادت سابك من تجربة أرامكو في الاستعانة بالطاقات النسائية بعد إثبات نجاحهن.

بنوك وشباب

البنوك السعودية بحسب رأي بعض الخريجين كانت جادة جداً خاصة أن هذا العام كان من يدير الأجنحة طلاب تم استقطابهم فعلا من يوم المهنة. الشاب ماجد الخريف أحدهم قال متذكرا أحداث يوم المهنة في أميركا عندما تقدم للبنك الذي يشغل وظيفة متميزة فيه: "اليوم أشعر بالطلاب وأخبرت الشباب المتقدمين أني كنت مثلهم تماما يحمل ملفه وسيرته الذاتية وإن من حسن حظه أن استقطبه البنك الذي يعمل به الآن، وبعد دورة تدريبية أصبح موظفاً رسميا".





سعودة كاملة

وفي جناح كبير تملؤه صور الطائرات والمختبرات، وقف المسؤول عن التوظيف في الشركة السعودية البريطانية BAE ليقول إنها إحدى أهم الشركات التي نجحت إلى حد بعيد في السعودة، وتطمع خلال يوم المهنة في استقطاب شباب وشابات للعمل في مجالات مختلفة داخل فروعها في بريطانيا والسعودية، وإن الحد الأدنى للمرتبات هو 12 ألف ريال، وهم يرجون استقطاب الكفاءات، كما أن الشركة قامت بابتعاث أكثر من 200 طالب سعودي في السنوات الماضية.

وكان حضور الدكتوره دانية طرابزوني جميلا خلال يوم المهنة، وهي إحدى القدرات السعودية التي ابتعثتها الشركة عبر برنامج مشترك مع المستشفى التخصصي. دانية طرابزوني أو بتعبير أدق نخل المدينة الذي أثمر في لندن ابتعثت إلى أهم جامعة في المملكة المتحدة UCL من أهم المراكز البحثية في الرياض عبر برنامج تشاركي بين شركة BAE والمستشفى التخصصي، وبعد سنوات أكملت الدكتوراه لتعمل في مركز بحثي في الرياض وفي يوم اتصلت بمشرفها في جامعتها القديمة لتجد لديه فرصة إعداد أبحاث ما بعد الدكتوراه ليرد: "UCL ترحب بك كباحثة".


ثلاث جامعات

جامعة الملك عبدالعزيز وللمرة الأولى تحضر في يوم المهنة، لكن الفريق الذي حضر يمثلها كان طريفا جدا، فعندما تعجب الحضور من عدم عرضهم للوظائف قال أحدهم: "لم نحصر الحاجة بعد، وستجدون الوظائف على موقع الجامعة". والناظر لجناح جامعة الملك خالد يشاهد خلية نحل، فعلى مدار الساعة كانت تجرى فيها المقابلات، ويرحب فريقها بالطلاب المتوقع تخرجهم في كل التخصصات خاصة مع انتشار الثقة بجهود الجامعة بين الخريجين بعد رؤيتهم لزملاء سابقين لهم تم تعيينهم، ومثلها كانت جامعة تبوك التي وضعت -وكانت الوحيدة في ذلك- إحصاء يبين عدد الطلاب الذين تم استقطابهم من قبل والذين بلغ عددهم أكثر من 250 مبتعثا ليجعلها جامعة المبتعثين.


التعليم والسياحة

وزارة التعليم باسمها الجديد وبجناحيها الحديثين كانت حاضرة، وفي جانب من جناحها كان هناك مكان لهيئة التقييم الأكاديمي، وفي مكان آخر يوجد ما يسمى بهيئة تقييم التعليم.

فيما قدمت هيئة السياحة إلى لندن مع باقة من الوظائف تنتظر الخريجات والخريجين في مختلف التخصصات. وذكر مسؤول التوظيف فيها سامي المساعد أنهم استقطبوا العام الماضي 12 خريجا، لكن تعيينهم يعتمد أساساً على ما تقدمه وزارة الخدمة المدنية من وظائف.