استطلاعات الرأي التي تظهر بشكل عشوائي على المواقع الإلكترونية أو الصحف الورقية ليست دائما مصدرا موثوقا، وذلك لما يستلزمه الاستطلاع من مسح شامل للهدف إلى حد كبير. ومع كل هذه المعطيات المفترض أن تكون قائمة أساسية في أية استطلاعات رأي إلا أن بعض هذه الاستطلاعات تدعونا للتوقف عندها وربما ربطها بالواقع إلى حد كبير. من هذه الاستطلاعات ما أظهره استطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي يقول إن 92% من السعوديين يرون أن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) موافق لقيم الإسلام والشريعة الإسلامية.
وبعد وقت ليس بالطويل ظهر استطلاع آخر يشير إلى أن أكثر نسبة أفراد في الدول تؤيد داعش وأظهر أن السعودية في مقدمة الدول. الكثير بالطبع سيتجه إلى تصديق مثل هذه الاستطلاعات من منطلق ما يسمع ويشاهد من حوله. والبعض سيستمر في ما يعرف بالإنكار النفسي لأنه لا يريد التصديق أن جاره، أو صديقه أو حتى أحد إخوته لديه ميل أو انسجام أو ولاء لفكر ما يعرف بـ"داعش" ذلك لأنهم يؤمنون تماما بأن معنا الله ومعهم الشيطان.
إن مجتمعنا المتدين بالفطرة يميل لكل ما يستثير عاطفته الدينية فقد يؤمن بفكرة ما مهما كانت قاتلة، فقط لأنها انطلقت من أحدهم في مسجد ما، بينما لا يؤمن بغيرها مهما كانت سلمية أو إنسانية، فقط لأنها قيلت في مكان ليس له ملامح دينية. هذه المساحة الفارقة بين مكانين تشكل فارقا بين فكرتين وبين منهجين، وبين المعنى الحسي والديني لمفهوم معنا الله ومعهم الشيطان.