أغرب وأعجب وسط إعلامي، من وجهة نظري البسيطة والمُتابعة، هو الوسط الرياضي، بكل حيثياته المتناقضة والمتضاربة يوميا، على مرأى ومسمع من الكل.
في هذا الوسط العجيب الغريب، تتناسل يوميا الكثير من الأسماء الجديدة، لا تعرف من أين أتت، ولا كيف وصلت إلى الشاشة.
في اليوم الواحد، وفي هذا الوسط الغرائبي، تُفاجأ بولادة عشرات الأسماء الإعلامية، فجأة هكذا، تجمعهم ذات النبرة التعصبية والاستفزازية، ويجمعهم ذات التعريف الإعلامي والمسمى (ناقد وإعلامي رياضي).
المشكلة ليست في هذا التعريف الإعلامي الغرائبي أيضا، وإنما في فحوى من يمثلون هذا التعريف، وهو أنك لا تجد نفسك بالفعل أمام ناقد وإعلامي رياضي، فكل ما يطرحه هؤلاء مجرد توقعات بنتيجة المباراة القادمة، وتعليقات عادية، على مقتطفات إخبارية من هنا وهناك، ولا يوجد ثمة نقد رياضي علمي ومنهجي، ولهذا تناسل وتكاثر النقاد والإعلاميون الرياضيون، بنفس الشكل، وبذات التشابه، تماما، مثلما تتناسل وتتكاثر القطط السياميّة، دون تمييز فيما بينها، لا شكلا ولا مضمونا.
أما أسهل مُسمى يوزّع على ضيوف الوسط الإعلامي الرياضي بالمجان، فهو مُسمّى (محلل رياضي)، ولا يحتاج هذا المسمى إلى شروط صعبة في الغالب، فهو لا يحتاج إلى أكثر من مجموعة أوراق تكون موجودة أمام الضيف، مع قلم جميل إلى حد ما، بالإضافة إلى ثوب وغترة في حال إن كانت القناة حكومية، أو بذلة أنيقة، في حالة القنوات الخاصة، والبذلة أظنها، إما أن يقتنيها الضيف المحلل بمواصفاته الخاصة، أو توزعها القناة مجانا على محلليها.