في محاولة منه لرأب الصدع الذي خلفته وزيـرة خارجـية بلاده مارجـو والستروم بتصريحاتها المسيئة ضد المملكة يسعى الملك السويدي كارل جوستاف السادس عشر لإيجاد حل لهذه المشكلة.
وقال جوستاف في بيان صادر عن البلاط الملكي أمس، إنه سيعقد اجتماعا مع والستروم من أجل إيجاد حل.
وعلى الرغم من محاولة الأخيرة استرضاء السعودية في تصريحاتها الجديدة أمام البرلمان السويدي الذي عقد جلسة استماع لسؤالها عن تصريحاتها ضد المملكة إلا أن محللين قللوا من أهمية ذلك، مؤكدين أن عودة العلاقات بين البلدين تتطلب اعتذارا رسميا صريحا من والستروم.
أعرب الملك السويدي كارل جوستاف السادس عشر عن قلقه من الأزمة الديبلوماسية التي تشهدها العلاقات بين المملكة العربية السعودية والسويد، مشيرا إلى أنه سيلتقي بوزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم الإثنين المقبل من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة.
يأتي ذلك على خلفية تصريحات والستروم المسيئة إلى المملكة ونظامها القضائي، ووفقا لصحيفة "ذي لوكال" التي تصدر بعدة لغات أوروبية أمس فإن البلاط الملكي في السويد أصدر بيانا حول هذه المسألة، وقال فيه الملك "إنه من المهم أن يكون هناك حوار جيد وعلاقة طيبة بين الدول".
وعلى الرغم من أن سكرتيرة البلاط الملكي مارجريتا ثورجرين قالت إن الاجتماع المقرر عقده الإثنين المقبل كان مقررا منذ وقت، إلا أنه جاء في الوقت المناسب، وأن الملك لديه حوار مع الحكومة، ولكنها لم تعلق حول ما سيجري تناوله في اللقاء.
وفيما يشبه الاعتذار الضمني تراجعت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم خلال جلسة استجواب عقدها البرلمان السويدي أول من أمس عن تصريحاتها ضد المملكة، وقالت "إن المملكة دولة مهمة ومحورية في الشرق الأوسط وذات مكانة عالمية مهمة، وتملك دورا رئيساً في كثير من القضايا الدولية، كما أنها من أهم الدول المانحة في العالم، فضلا عن دورها الكبير في مكافحة الإرهاب".
وأكدت والستروم أن الحكومة السويدية تريد أن تطور العلاقات مع المملكة في محاولة منها للتراجع عن تصريحاتها السابقة، مشيرة في خطابها إلى أنه من المهم أن تكون العلاقات جيدة مع السعودية التي تملك استثمارات مهمة في السويد.
من جهته، قال المتحدث باسم والستروم إريك بومان: "علمنا أن المملكة العربية السعودية توقفت عن إعطاء تأشيرات رجال الأعمال للمواطنين السويديين، ونأمل أن ينتهي هذا الخلاف سريعا".
وكان عدد من الدول العربية والإسلامية والمنظمات والهيئات دانت تلك التصريحات المسيئة التي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية تجاه المملكة، وما تضمنته من انتقادات لنظامها وأحكام النظام القضائي المطبقة فيها وتعريض بأسسها الاجتماعية، وما انطوت عليه من تجاهل للحقائق وللتقدم الكبير الذي أحرزته المملكة على كل الأصعدة.
إلى ذلك، شجب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري أمس بشدة التصريحات المسيئة، التي صدرت عن وزيرة خارجية السويد والستروم تجاه المملكة، وقال في بيان أصدرته المنظمة بالرباط: "إن هذه التصريحات تعد تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وعضو في (إيسيسكو)، ويتنافى مع القانون الدولي والأعراف الديبلوماسية التي توجب احترام سيادة الدول وعدم الإساءة إليها والتدخل في شؤونها".
وأكد الدكتور التويجري أن الإساءة إلى القضاء الشرعي المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هي إساءة إلى الدين الإسلامي واستفزاز لمشاعر المسلمين، مطالباً الحكومة السويدية بتصحيح هذا الموقف الخاطئ الذي صدر عن عضو فيها وممثل لها.
من جانبه قال عضو مجلس الشورى الخبير النفطي فهد جمعة في تصريحات إلى "الوطن" إن تصريحات والستروم أمام البرلمان لن تفيد، فالوزيرة ارتكبت خطأ ضد بلدها وهاجمهت بلدا آمنا يعيش في سلام وتعايش مع العالم وتركت بلدانا تعج بالفوضى. وبالمناسبة فإن تصريحاتها المسيئة لم تمس السعودية فحسب بل المسلمين بشكل عام، بالإضافة إلى أنها ارتكبت خطأ في الحكم على السعوديين، فليس من حقها أن تقرر هل انتهكت حقوق المواطنين السعوديين أم لا، وهذا ما يدل على تزييفها للحقائق، فالسعوديون يعلمون أنهم يعيشون في بلد يحكم بالشريعة الإسلامية الغراء ومقتنعون بذلك.
وأضاف جمعة أن جميع رجال الأعمال السويديين غاضبون الآن من وزيرة بلادهم لأنها أضرت بمصالحهم، خاصة إذا علمنا أنهم سيخسرون ما قيمته 1.3 مليار دولار، وهي قيمة التبادل التجاري بين المملكة والسويد في عام 2014، بالإضافة إلى خسارة في نمو العلاقات الديبلوماسية والتجارية بين البلدين.
وعدّ عضو مجلس الشورى أن وزيرة الخارجية السويدية أدخلت نفسها في نفق مظلم ولا تستطيع الآن الخروج منه، خاصة أنها تعيش الآن تحت ضغوطات كبيرة ولا تستطيع تقديم اعتذار عما بدر منها.
وحلل جمعة الموقف السعودي قائلا إنه يتوجب على المملكة أن تقطع كل العلاقات مع السويد وألا تطالب فقط باعتذار رسمي بل بإقالة هذه الوزيرة التي فقدت المملكة الثقة فيها.