في مطلع كل عام وفي موسم النساء العالمي بالثامن من مارس، تجتهد الجمعيات الحقوقية حول العالم في الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وتكثر البرامج والمؤتمرات، ويتم الدعاية للمرأة بشكل مبالغ فيه، لدرجة ضياع صوت الرجل في خضم الفعاليات الكثيرة التي لم تترك زاوية في العالم إلا وصورة المرأة حاضرة وبقوة في وسائل الإعلام القديمة والحديثة.

أتذكر أني دخلت للتسوق فلم أجد شيئا يخص الرجل، فقلت للمرأة العاملة من حقنا كرجال أن نكون نحن المطالبين بالعدالة والمساواة مع المرأة لا أنتم. لم أجد شيئا يخصني اليوم في هذا السوق. لقد تعبت، فتبسمت وقالت: معك حق.

دأب الإعلام وكثير من المؤسسات الغربية بالأخص على الاستثمار في المرأة كدمية عارضة أزياء ونجمة أفلام وراقصة وواجهة صحف ومجلات وبرامج ترويجية لسلع رخيصة بصورة أرخص، لقد أصبحت سلعة تباع وتشترى كأمة بدعوى المساواة مع الرجل ومقاومة العنف ضد المرأة مع أن الممارسة العملية في كثير من دول العالم لم تحفظ حقوق المرأة ككائن حيٍّ فضلا عن حقوقها كامرأة.

إن الإسلام كفل للمرأة حقوقها وكرامتها بما لا مزيد عليه، وبما يرضي شغف المرأة وتطلعاتها، يشهد لذلك أن القرآن الكريم سوى الآيات الكثيرة التي تضمنت تكريما للمرأة قد أفرد لها سورة خاصة باسمها "سورة النساء"، والمشكلة ليست في حفظ تلك الحقوق في الدين الإسلامي، ولكن في عدم تطبيق تلك الحقوق والحريات لها وتفعيلها في قوانين صارمة تحميها وتحفظها حسب التوجيه القرآني.

ما يحدث في العالم مجرد دعاية لمزيد من تسلط الرجل على المرأة والتسلي بها وإلهائها عن حقوقها المشروعة بأشياء لا تقدس المرأة كأم وأخت وزوجة وإنسانة، بل مزيد من التهميش والاقتصار على فقاقيع إعلامية لا أكثر، وفي هذا الزخم الكبير المبالغ فيه ضاعت حقوق الرجل، وتاهت تطلعاته وأحلامه وآماله في عالم ازدوجت فيه المعايير، واضطربت الموازين وظهر الرجل في صورة إرهابي مستغل، يمارس العنف في أقسى ألوانه، والتحرش في أبشع صوره ولم يحظ بالقوامة التي تميز بها من خلال عنايته بالمرأة والطفل والأسرة، والإنفاق والقيام بدوره في بناء مجتمع قوي وناهض ومبدع.

فهل من يوم عالمي للرجل بعد سنين اضطهاد نسوي كردة فعل اضطهاد ذكوري غربي بامتياز.