الحوثيون جماعة تربت في كنف الفارسية البغيضة التي تحاول بين كل فترة وأخرى زعزعة الأوطان وبث القلاقل والفتن هنا وهناك، وبمسميات مختلفة والمشروع الصفوي كما يسمى مشروع قديم تلعب به إيران لتخويف العالم على مر التاريخ كلما أعجزتها الحيل في قيادة شعبها. ومن هذا المنطلق يحلو لإيران اليوم أن تدعم وباستمرار هذه الجماعة في اليمن ومنذ أمد بعيد جدا، لكن العيون الساهرة من أبناء الأمة الخليجية تتابع الموقف اليمني وإلى أين يتجه اليوم؟
لم يَعد هناك مجال للتفكير بعدما لبس الزعيم اليمني الأسبق (صالح) عمامة الحوثي بالتواطؤ معها ومدها بالعتاد المخزن لسنوات في أرض اليمن السعيد. نعم لم يعد هناك أي تفكير بعدما رفعت النذر للحرب باجتياح الحوثي - بدعم إيراني مع الأسف - محافظات اليمن واحدة تلو الأخرى ومحاولة إسقاط الشرعية حتى رأينا الحوثيين يعيثون في الأرض فسادا. لتنطبق عليهم الآية القرآنية "وإذا قيل له اتّقِ الله أخذتُه العِزة بالإثم فَحسْبه جهنمُ ولَبئس المصير".
هذا ما عرفناه عن هذه الجماعة التي تقتل الأبرياء، والتي لم تنفع معها حوارات أو مصالحات، وكلما اقترب الحوار من النجاح حاولت هذه الجماعة التسويف لكسب الوقت وجمع العتاد والسلاح حتى رأينا المشهد المكشوف للعالم عن نية خبيثة لا يصلح معها إلا تطبيق المنهج القرآني الذي يجيز للمسلم أن يَقف مع الطائفة المغَلوبة.. (وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلْحوا بينهما فإن بَغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تَبغْي حتى تفيءَ إلى أمر الله)، وهذا هو المرجع الذي يتحاكم إليه العقلاء الذين لا يريدون لليمن الشقيق وشعبه النجيب أن يغرق فيه بفعل فئة ظالمة لا تَعرف حقا ولا تدع للمصالحة طريقا ولا طاعة لأحد.. يساندها - وبكل أسف - الزعيم اليمني المخلوع والثلّةُ الحاقدة التي تظهر ما لا تبطن كما هي عادة جماعة الحوثي التي كما أشرت تراوغ من المواقف الجادة التي يبحث عنها المخلصون من رجالات الأمة.
لا شك أن الحوثيين جماعة لا تريد الاستقرار لليمن وأهله ولا للمنطقة وشعوبها، وهذا ما تفصح عنه التقارير التي يتناقلها الإعلام الإيراني الحاقد، لكن الإرادة الإلهية بإذن الله تؤكد للعقلاء ولأهل الصلاح والمنهج القويم في أزمنة الفتن سنة الله في خلقه، وأنها بإذن الله ماضية، وذلك بألا تقوم لإيران الفارسية قائمة. وما تفعله وأعوانها من أحزاب الشيطان إنما هو مصداق لقول الحق: "إنَّ الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليَصّدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون".
وعلى قادة الفكر والرأي أن يُجلوا حقيقة العقائد المضللة التي يتنادى بها هؤلاء وأمثالهم، ولم يعلموا يقينا أن اليمن محفوظ بإذن الله، وأن اليمن شعب لديه من الحكمة التي عرف بها على مر التاريخ إذ "الحكمة يمانية"، وسأل أحد الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ظهرت الفتن قال: "سَيْطفئها الله".. فتفاءلوا بالخير تجدوه. ولكن: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهَبْون به عدوَّ الله وعدوكم".
حمى الله اليمن وأهله من كل شرَّ وكفانا وإياكم شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.