أكدت السعودية في جميع وسائل الإعلام أن الغارات التي قادتها مع دول أخرى، كانت استجابة لنداء الرئيس اليمني ودفاعا عن شرعيته، وردعا لزحف الحوثيين إلى عدن ومحاولتهم الاستيلاء عليها، بعد أن استولوا على صنعاء.
الجميع يفهم أيضا أن السعودية وباعتبارها بلدا مركزيا له ثقله من حقها أن تدافع عن عمقها الأمني والسياسي والجغرافي في اليمن، أيا كان الذي تواجهه، سواءٌ إيران أم الحوثيين وعلي عبدالله صالح أم هم جميعا.
مضيقا باب المندب وهرمز يمثلان تهديدا أمنيا مباشرا لمصالح السعودية ودول الخليج. هل هناك ما يتجاوز هذا؟!
الذين يحاولون استعمال هذه الغارات الموقتة لنفث أحقادهم الطائفية وإشاعة الفوضى والاحتقان عبر وسائل الإعلام داخل المجتمع السعودي نفسه لهم رأي آخر.
إنهم يصفونها بالحرب الدينية، أحدهم وهو من أكبر الأسماء شعبية، وصفها على حسابه في تويتر بأنها قتالٌ للمشركين في اليمن. ما هذا؟! ومن المستفيد من هذه التعبئة؟!
فبينما الدولة بقياداتها السياسية الكبرى التي تقوم على هذه العمليات الجوية مباشرة كانت حريصة كل الحرص في تصريحاتها، وبعيدة تماما عن الانزلاق في أي خصومة لها طابع ديني أو طائفي، يأتي مثل هؤلاء ويحاولون جرّ الوجدان الشعبي العام إلى هذا الوباء والعمى الطائفي الذي لن يرتدّ إلا علينا.
لا بد من أن يتحمل أصحاب الرواج الجماهيري مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية في الدفاع عن بلدهم بالحق، لا بالشحن وإمراض مجتمعهم، وتمريغه في العداء الديني!