عاشت صنعاء أمس على وقع يوم دام جراء تفجيرات شهدهما جامعا بدر (جنوب صنعاء) والحشوش شمال المدينة، ذهب ضحيتها أوليًّا أكثر من 142 قتيلا و351 جريحا.

وتبنى تنظيم داعش المتطرف عبر بيان أصدره في وقت متأخر من ليل أمس الهجمات وفق بيان نقلته وكالتا الأنباء "الفرنسية" ورويترز، فيما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد أن منفذي الهجمات ينتمون للتنظيم.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا توجد علاقة واضحة بين الأشخاص الذين نفذوا الهجمات ومتشددي داعش في العراق وسورية.

وفي التفاصيل ضربت تفجيرات عدة الجامعين أثناء وجود المصلين، وخلف أحد التفجيرات مصرع المرجع الحوثي المرتضى زيد المحطوري وهو تفجير مسجد بدر في صنعاء.

وألمح مسؤول يمني إلى وكالة أنباء الأناضول أن تكون العمليتان نفذتا على يد انتحاريين أثناء أداء صلاة الجمعة.

وبينما أطبق الانقلاب الحوثي قبضته على سلاح الجو بالكامل، كشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن" من داخل صنعاء عن تفاصيل الغارة الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في عدن، وقالت إنها نفذت على يد طيارين وصفتهم بـ"الخونة"، وباتوا أداة بيد جماعة الحوثي الإرهابية.

وأكدت المصادر أن الحوثي اجتمع بكل الطيارين اليمنيين وطلب منهم تنفيذ عمليات لقصف عدن ومناطق أخرى فضلت المصادر عدم نشرها وتعلمها "الوطن".

وأبلغت المصادر الصحيفة بأن كل الطيارين امتنعوا عن تنفيذ مطالب الحوثي، مبينين أنهم أدوا القسم العسكري بألا يلحقوا الضرر بالداخل اليمني، وأنهم لن يترددوا في الدفاع عن أرضهم ضد أي عدوان خارجي، إلا أن العقيد طيار ركن شرف الماوري والعقيد طيار ركن علي العلفي، تنازلا عن قسمهما العسكري، وقدما ولاءهما المطلق للحوثي ونفذا عملية قصف قصر المعاشيق فقط.

وأضحت المصادر أن جماعة الحوثي كانت تخطط لقصف مناطق أخرى إلا أن عدد من وقفوا بجانبها وهم الطياران لم يسعف بتنفيذ خططه، وعدت المصادر هذين الطيارين بأنهما خونة للبلاد بعد موافقتهما على قصف عدن.وبينت المصادر أن الغارة نفذت بطائرتين من نوع سوخوي 22، أقلعتا عند الساعة الواحدة من مساء الخميس الـ19 من مارس 2015.وألمحت المصادر إلى التسليح الإيراني المستمر، واستدلت بسفينة وصلت ميناء الصليف في الحديدة، وأن الحوثي يستقبل عن طريق البحر الأسلحة الثقيلة والمتطورة، وعن طريق المطارات يستقبل المناظير الليلية والأسلحة الخفيفة التي تدعمه بها طهران.

وحول ما جرى في عدن من قبل قائد قوات الأمن الخاصة السابق العميد ركن عبدالحافظ السقاف، أوضحت المصادر أن السقاف الذي أمر الرئيس بعزله وأصدر أمرا بتعيين اللواء ركن ثابت جواس، ورفض السقاف قرار رئيس الجمهورية، وأعد نفسه للمواجهة التي بدأت أول من أمس مع اللجان الشعبية الموالية لرئيس الجمهورية، إلا أن ذلك التعنت لم يستمر بعد أن غادر هو ومجموعة من الضباط إلى شمال البلاد مهزوما، فيما سلم عدد من العناصر التي كانت تسانده أنفسهم للجان الشعبية.

وأضافت المصادر قائلة "اللجان الشعبية جمعت كل من تبقوا ممن كانوا مع السقاف من الجنود بعد أن سلموا أسلحتهم، وقدمت اللجان الشعبية لهؤلاء مبالغ مالية تقدر بـ20 ألف ريال يمني، وجعلوهم يذهبون إلى ذويهم، ولم يعاقبوا أحدا منهم، وهذا دحض للدعايات التي يبثها إعلام الحوثي بأن هناك إذلالاً لكل شمالي، بل إن اللجان الشعبية لا تفرق بين اليمنيين كافة".

وقالت مصادر عسكرية أمس إن دفاعات جوية تصدت لطائرات حلقت فوق القصر الرئاسي في عدن، في خطوة هي الثانية من نوعها من ناحية لجوء جماعة الحوثي إلى استخدام سلاح الجو في انقلابها. وأضافت المصادر أن عناصر مسلحة تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تسعى إلى التوغل في تعز والسيطرة عليها بمساندة مقاتلين تابعين لجماعة أنصار الله.