كنت في مجلس عبدالله حامد شيخ قبائل علكم، أتصفح الوجوه وأقرأ في خارطة المجلس وطنا أسس وحدته الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، ونجني ثمار هذه الوحدة أمنا ورخاءً واستقرارا.
كان المجلس خليطا من جهات الوطن، وكانت المناسبة أسرية سعودية واحتفالية مصاهرة بين أمير سعودي وأسرة آل حامد. والترجمة أتت هكذا ترابط وطن ووحدة قلوب وغلاء تراب. كان العريس الأمير سعد بن هذلول ووالد العروس الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله بن حامد يرسمان وشائج القربى والمصاهرة باختيار "النطفة" وفق توجيه نبي الأمة "تخيروا لنطفكم"، وسيرا على منهاجه النبوي الذي أسس لدولة الإسلام في المدينة المنورة من خلال المصاهرة، حيث تزوج عليه السلام بنت أبي بكر الصديق وبنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وزوج ابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وابنته الأولى ثم الثانية لعثمان بن عفان، لأن المصاهرة أهم بناء أسري اجتماعي لإنشاء دولة قوية مترابطة، ومن هذه الصور الإسلامية والجماليات الاجتماعية تتضح أهمية "المصاهرة" التي تربط الأسرة السعودية الحاكمة بأبرز الأسر السعودية.
لم أتوقف عند ركاكة بعض القصائد الملقاة ولا موهبة وروعة بعض الأصوات الشعرية التي زينت المسامرة، بل توقفت عند سمت عبدالله بن حامد وأريحيته وتواضعه ونقاء سريرته، وتوقفت عند تواضع الأمراء الكرام وابتعادهم عن صلف وغرور المشهد، لأنهم يعرفون قبل غيرهم أن الإنسان لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا.