فوجئت بوجود "هاشتاق" عنوانه: #أوقفوا_حفل_جامعة_الملك_خالد؛ بسبب دعوة الأمهات إلى حضور حفل تخريج أبنائهن!
مثل هذا "الهاشتاق"، يعيدنا إلى المربع الأول في ساحة التطرف، إلا أنه أسعدني؛ لجرأة جامعتي على تجاوز أوهام الـ"تابو"، فبرغم ابتعادي عن فعالياتها، وعن مناسبات أهلي في المنطقة، إلا أن كل فعل مضاد للتطرف والأدلجة يسعدني. جلّ الممانعين في هذا الـ"هاشتاق"، لا يخرجون عن فئات أربع، هي:
1-"الجزراويون"، ونحن نعرف المعنيين بهذه "الجنسية" الداعشية الجديدة.
2-المكبلون بعادات وتقاليد ملتبسة بالدين، وليست منه.
3-غلاة السلفيين ممن يظنون أن جوهر الدين منع وتحريم.
4-الحزبيون الذين يرون أن طموحاتهم السياسية ممكنة بزيادة أسباب الاحتقان، من خلال كبْت الناس كي ينفجروا، وهؤلاء ممانعون للممانعة، ومعارضون حتى لقانون التحرش!
في المقابل، كان هناك سيل من الرفض لهذا الـ"هاشتاق"، حتى وُجد "هاشتاق" مضاد عنوانه: #ادعموا_حفل_جامعة_ الملك_ خالد.
وهنا، تعود بي الذاكرة 15 عاما، حين طلب مني الأديب علي آل عمر عسيري -رحمه الله- مقترحات تتعلق بحفل التخريج، بوصفه عضوا في اللجنة المنظمة، فكتبت أفكارا منها حضور الأمهات، فنشرها في: "آفاق الجامعة"، مما أثار الممانعين ضد الصوت الأوحد آنذاك، وتلقيت اتصالات تهديدية، من حدثاء أسنان، أدركت أن خلفهم "محرضا". وتطورت الأمور إلى رد "شتائمي"، في ملحق: "الرسالة"، بعنوان: "رد الشيخ فلان الفلاني على التائه التيهاني"، وقد نشره الزميل عبدالعزيز قاسم كاملا، رغم امتلائه بالشتائم وتبرير الإرهاب؛ لأن الشيخ غضب من وصفي الإرهابيين بـ"الخوارج"، في مقال آخر، وذلك قبل أن يصفهم أحد بهذا الوصف الذي أراه الآن خاطئا؛ فهم "خراجنا" وليسوا "خوارج".
وها هو التاريخ يعيد غباء بعض أهله، ولكن بعد أن أصبحت العقول أكثر قدرة على معرفة الأهداف، فالحمد لله، وشكرا جامعتي على محاولة صناعة شيء من السعادة.