بات موشيه كحلون، وهو يهودي من أصل ليبي، هو محور الانتخابات الإسرائيلية المقررة غدا الثلاثاء. فقد سعى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود"، بنيامين نتانياهو، وزعيم حزب "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوج إلى استرضائه، بعد أن توقعت استطلاعات الرأي الأخيرة أن يحصل حزبه "كلنا"، الذي أسسه بعد انشقاقه عن "الليكود" نهاية العام الماضي، على عشرة مقاعد في البرلمان الجديد.

ويكتسب كحلون مصداقية في الشارع الإسرائيلي بسبب تركيزه على القضايا الاجتماعية، إلا أنه لم يحدد إلى الآن إلى جانب أي مرشح سيقف بعد الانتخابات. وكحلون هو من مواليد إسرائيل عام 1960، إلا أنه أحد سبعة أبناء لعائلة ليبية هاجرت إلى فلسطين.

ويأمل حلون أن يتولى حقيبة المالية في الحكومة المقبلة، ما دفع نتانياهو إلى عرض هذه الحقيبة عليه، في حال منحه الدعم لتشكيل الحكومة القادمة. ولن يكون بإمكان نتانياهو أو هرتسوج تشكيل الحكومة الجديدة دون الحصول على دعم كحلون. كما عدّ هرتسوج أن كحلون "شريكاً هاماً في أي حكومة قد أتولى رئاستها"، لكنه لم يتعهد بمنحه حقيبة المالية.

ويستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لانتخابات مصيرية قد تحدد مستقبله السياسي غداً، لاسيما بعد أن كشفت آخر استطلاعات الرأي العام في إسرائيل تفوقاً واضحاً لحزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة هرتسوج الذي حصل على 25 مقعداً، مقابل 22 لحزب الليكود.

وفي حال تحققت هذه النتائج فإنها لن تكون نهاية المطاف لنتانياهو، إذ يتعين على من سيشكل الحكومة أن يحصل على تأييد 61 عضوا في الكنيست المكون من 120 مقعداً. ورغم التدهور في مكانة حزب الليكود، فإن الأحزاب اليمينية مثل "البيت اليهودي"، و"شاس"، و"يهودوت هتوراه" تكسبه زخماً كبيراً في البرلمان.

إلا أن أحزاباً يمينية مثل "إسرائيل بيتنا"، برئاسة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، وأحزاب الوسط، مثل "هناك مستقبل" بقيادة وزير المالية السابق يائير لابيد: و"كلنا" بقيادة كحلون لم تحسم أمرها بشأن المرشح الذي ستدعمه لتشكيل الحكومة.

وكانت الأسابيع الأخيرة شهدت انتقالاً ملحوظاً في القوة من "الليكود" إلى "المعسكر الصهيوني".

وبالمقابل، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الرئيس رؤوبين ريفلين قد يدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الليكود، والمعسكر الصهيوني، وأحزابا أخرى. ومع أن نتانياهو نفى إمكانية تشكيل هذه الحكومة، إلا أن المعسكر الصهيوني لم يستبعدها تماما.

وأقر نتانياهو أمس بقلقه من عجزه عن تشكيل الحكومة المقبلة، لكنه أبدى ثقته بإمكان إغلاق هامش التقدم الذي يتمتع به حزب المعسكر الصهيوني على حزبه الليكود وفق آخر استطلاعات الرأي.

إلى ذلك، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن أمله في أن يختار الشعب الإسرائيلي حكومة قادرة على صنع السلام، ورفض  في تصريحات للإذاعة الرسمية تصريحات رئيس (المعسكر الصهيوني) يتسحاق هرتسوج، التي عدّ فيها القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل، وقال "كل إسرائيلي يدرك تماما أنه لن تكون هناك عملية سلام دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين".