يخطيء الكثير من الهلاليين بمختلف مستوياتهم في مقارنة نواف العابد بخالد عزيز، مع كل الأمنيات أن يصلح الله حال هذين اللاعبين ومن يسير في وهم رغد الاحتراف والنجومية الزائفة التي تلقي ببعض اللاعبين في هاوية الإغراءات والإغواءات.

ومن خلال متابعتي لما واكب تخلف نواف العابد عن رحلة فريق الهلال إلى إيران لملاقاة فولاذ في دوري آسيا، تيقنت أن كثيرين تقودهم عواطفهم بإساءات تساعد على إنهاء النجوم وليس تقويمهم.

وفي هذا الصدد، أستغرب ممن يشبهون حالة العابد وتصرفاته بما وقع فيه خالد عزيز الذي انتهى في منتصف الطريق والجميع يتحسرون عليه نجما لا يقارن في المحور، ولكنه كان ينساق لأهوائه وينجرف مع من يلاحقونه بلا وعي دون أن يسمع للناصحين.

أما نواف العابد فإنه في بداية الطريق وأخطاؤه قابلة للإصلاح، متى وجد الحزم من الإدارة والمدرب، وهذا ما حدث فعلا، فالمدرب الجديد اليوناني "جيورجوس دونيس" ورغم أنه مؤقت إلا أنه أبلغ الإدارة منذ علم بتأخر اللاعب بأنه أصبح خارج حساباته حتى "ينضبط"، والإدارة وبعد عودة البعثة اجتمعت به وأعلنت عقوبته للملأ مع إمكانية مضاعفتها عن طريق لجنة الاحتراف لأنه أخل بتمثيل الوطن في مباراة خارجية.

والأهم في هذا المقام أن تطبق العقوبة لاسيما المالية، أما إذا تسامحت الإدارة عند تسليم المرتبات المتأخرة أو تزامنا مع حدث فرائحي أو تدخل عضو شرف لتعويضه أو لرفع العقوبة فهنا تنتفي الفائدة والقرار الرادع.

في الكثير من الأندية، المدرب هو أهم عنصر في النجاح متى كان قويا وحازما ولا يفرق بين اللاعبين، بشرط أن يجد المساندة من الإدارة، وليس العكس، وإلا فإن اللاعب النجم أو من يحظى بتميز لدى هذا الرئيس أو ذاك العضو سيكون بمثابة السوط على قرارات المدرب وإدارة الفريق، والأمثلة كثيرة في عدد من الأندية الكبيرة.

وفي شأن الهلال يحسب لفهد المفرج حرصه على المساواة وتطبيق اللائحة الداخلية، لكن بعض المدربين تسببوا في فقد الفريق شخصيته الانضباطية واحترام القميص لتساهلهم أو وضع نجم ما في برج عاجي.

وفوق هؤلاء جميعا إدارة النادي ممثلة بالرئيس، في كل الأندية، فمتى كان "الرئيس" قويا في مواجهة المشاكل ولا يتهاون أو يحابي بعض النجوم المؤثرين أو يتساهل في مناسبات وحالات فإنه يمنح المدرب وإدارة الفريق قوة إضافية بأن الكيان فوق الجميع، وأن النجم غير المنضبط أو من يهبط مستواه هو الخاسر الأكبر ومن السهل إحلال لاعب بديل ممن يتحينون الفرصة.

ومن يتابع أحوال بعض النجوم في أكثر من ناد هذا الموسم سيتيقن من أهمية الانضباطية والتعامل بسواسية وفي المقابل من يعاني من الفوضوية.

المشكلة أن بعض المتابعين يعاضدون بعض المسؤولين في تأصيل الفوضى بالتذرع بتأخر الرواتب وأن الأندية لاتستطيع أن تطبق العقوبات في ظل تأخر أجور اللاعبين والمدربين، وهذا من السلبيات التي تكرس لمفاهيم خاطئة في علم الإدارة وعدم إنصاف المنضبط وتحفيز المجد لمصلحة المستهترين.

وبالنسبة لنواف العابد فهو تلقى العقوبة الصحيحة، وإذا انضبط وعاد لرشده واستفاد من أخطاء سابقة فسيكسب الكثير في حياته، أما إذا لم يجد من يهديه إلى الصواب وأصر على ارتكاب الأخطاء فمصيره النسيان.

وفي هذا الصدد، أعجبني رصد صحافي عن إيجابيات وسلبيات العابد الفنية بما يؤكد محدودية تأثيره في إنجازات فريقه، ويجب أن تكون من معايير التقييم مع المحترفين، وهذا ما يجب أن يهتم به وكيل أعماله كسائر الوكلاء للمحافظة على مصدر رزق اللاعبين لحياة سعيدة.