سأدون في أوراق حياتي أيامي التي لم تنته بعنوان كبير يجمع كل الألوان (معرض الكتاب الدولي بالرياض)، إنه جنون الحرف ما يجمع كل هؤلاء المبدعين تحت سقف واحد، إنها تظاهرة الكتب تلك التي تسمو بالأرواح للسماء نحو عالم الأحرف والإصدارات، كلٌ يحتفي بإصداره ومن لم يمتلك فقد احتفى بأصدقاء جمعهم كتاب واحد، في معرض الكتاب لا شيء يغدو مثله، فمن أتى بميزانية نقدية لن يراقب ما صرف، ومن أتى للاطلاع خرج بالأكياس محملا، ومن أتى بقوائمه ثارت عليه لعنة المعرض وخرج واشترى غير ما فيها!

عندما ترى في كل ركن حوارا تعرف أنك في عالم الثقافة، يسيرون ويتحاورون، يكتبون ويرسمون، ومن الإبداع تُجن "بعض" العقول، كانت هذه السنة مميزة لمعرض الكتاب الدولي بالرياض بكثرة المؤلفين الشباب، من قلبوا طاولة الأدب التقليدي، ولكن لا بد أن نلتفت لظاهرة كل من اشتهر اسمه إعلاميا أصدر كتابا! الكتابة فن، من يكتب لأجل أن ينشر لن يبدع، ومن يكتب للمتعة سينجح، عندما أصدرت كتابي (شرفة على جنة) استغرقني ذلك سنتين، وحذف 80 صفحة قبل نشره رغم الإشكاليات التي ترتب عليها ذلك، لا تنشروا حرفا إلا وقد تأكدتم أنه يليق بكم بعد عشرين سنة في هذا الكتاب، وليس لزيادة عدد الصفحات كما أرى هذه الأيام!

لدور النشر دور في الفوضى الورقية التي تُلاحظ هذا المعرض، هناك فرق بين دعم الأقلام الشابة وبين النشر لمجرد الدعم، يجب أن تهتم دور النشر بالمحتوى قبل الاسم، وألا تدع (للمستكتبين) فرصة لتدمير الذائقة وتشويه الإبداعات الشبابية الكثيرة.

وفي خضم تلك المعارك الورقية نلاحظ الزخم والحضور الشبابي الكبير ليخبرنا أن هناك طاقات شبابية تريد التفجر والتحليق فمن يتبناها يتبنى المستقبل.