حذرت شخصيات يمنية بارزة من مغبة مخطط يعد له الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتعاون مع حلفائه الحوثيين، لإغراق البلاد في حرب أهلية شاملة، تهدم ما تبقى من الوطن وتقوده نحو حرب أهلية شاملة، مشيرين إلى الأنباء التي سرت يوم أمس عن اعتراض السلطات الأمنية اليمنية كتيبتين من القوات الخاصة الموالية لصالح، كانتا تتحركان باتجاه عدن. وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي محمد العمراني إن صالح بات يشعر بأن أيامه انتهت على المشهد السياسي اليمني، وأن التوجه العالمي والإقليمي والمحلي لا يسير في مصلحته، لذلك من المتوقع أن يقدم على ارتكاب أي حماقة، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "هناك توجه من الرئيس المخلوع صالح وجماعة الحوثيين لحسم الأمر عسكريا، وهم يراهنون على وجود مؤيدين لهم داخل المكونات الجنوبية، وعلى ثقة من حدوث انشقاقات بمجرد اندلاع المواجهات، لذلك فإن الواجب على المجتمع الدولي سرعة التدخل وإحباط المخطط الذي يسعى صالح والحوثيون إلى تنفيذه، من دون اكتراث لما قد يسببه ذلك من مخاطر ربما تعصف بمستقبل البلاد. فمثل هذا التحرك – إذا تم لا قدر الله - سيؤدي إلى حرب أهلية شاملة، ولن يكون بإمكان أحد إيقافها بعد ذلك".

ويجيء التحرك الأخير بعد ساعات قلائل من تهديدات صريحة وجهها صالح للملتحقين بالرئيس هادي في عدن، حذرهم فيها بأنه لن يكون أمامهم منفذ للهرب إلا البحر، على حد قوله.وكانت مصادر سياسية وعسكرية وأمنية كشفت أن صالح يجري اجتماعات سرية مع قادة عسكريين موالين له في صنعاء، بالتنسيق مع الحوثيين. وأنه يخطط لاجتياح عدن بقوات عسكرية ضخمة.

ولمواجهة هذه التهديدات تم تعزيز اللجان الشعبية في عدن بقوة من الجيش تم استقدامها من أبين، تابعة للواء 113، بقيادة فيصل رجب، تمركزت على مقربة من معسكر الصولبان الذي توجد فيه قوات الأمن الخاصة، حيث يرفض قائدها المقال التسليم لخلفه المعين من الرئيس هادي.وأشار العمراني إلى أن الشعب اليمني يعول على نجاح المساعي الخليجية الرامية لعقد مؤتمر في الرياض لحل المشكلة اليمنية، مشيرا إلى أن موقع اليمن الاستراتيجي كبوابة لحدود الدول الخليجية يدفع باتجاه تكثيف المساعي لحل الأزمة. وقال "لدي أمل كبير في نجاح مؤتمر الرياض في إيجاد حل للمشكلة، لأن دول الخليج مؤهلة لإدارة حوار يفضي إلى وضع حلول نهائية. لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن مساعي المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر غير مجدية، لأنه لا يمارس أي ضغوط على الفرقاء، وأعلن بوضوح أن دوره توفيقي. كما أن قرارات مجلس الأمن الأخيرة انتقلت من البند السابع إلى البند السادس، الذي يكتفي بالإدانة والشجب والاستنكار".

وفيما يتعلق بتشكيل تكتل وطني مناوئ للحوثيين، لاستعادة السلطة في البلاد، قال العمراني "مجرد تكوين هذا التكتل يعني أن التيارات السياسية بدأت تسير في الاتجاه الصحيح، ففي السابق كان اليمنيون يفتقدون لأي قيادة موحدة تقودهم في مثل هذه الحالات، وكان هناك صراع في الشرعية، وكل هذه العناصر زالت في الوقت الحالي، فالشرعية تقف إلى جانب الرئيس هادي، لذلك فإن هذا التكتل قادر ردم الهوة بين الأحزاب السياسية، وقادر على الوقوف في وجه صالح وحلفائه الحوثيين، وهو قادر على ردعهم ووقفهم عند حدهم، لأنه ببساطة يضم غالبية أبناء الشعب اليمني".

في غضون ذلك، أكد مصدر في الرئاسة اليمنية في تصريحات إلى "الوطن" أنهم يضعون آمالهم على اجتماع الرياض لحسم الخلافات، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "الرياض طريقنا نحو اتفاق يمني جديد".