هذه هي الرياضة السعودية -بعدا ودلالة ومضمونا- معسكرات وتكتلات داخل الأندية وعلى مستوى الاتحادات وأولها طبعا اتحاد القدم هذا الأخير الذي يعيش تحت مقصلة المعارضين ممن تمترس أغلبهم خلف أجندة معينة تخدم توجها خاصا (كان قد تكتل مسبقا)  ووضع آخر اهتماماته رياضة البلد ومستقبل مشاركاته وروزنامة طويلة من الأعمال الواجب رعايتها ودعمها ومتابعتها.

و.. لعل لجنة الفيفا التي حضرت أخيرا لمراقبة ما يحدث من إجراءات ومدى صحتها قانونيا تقف خير شاهد على ما وصلت إليه رياضة المملكة بدءا من القيادة ومشرعي الأنظمة داخل لجانها المتعددة، مرورا بالأندية وما تعانيه يوميا، وليس انتهاء بالاحتراف وأوضاع اللاعبين ووكلائهم وقضاياهم الممتدة من فترة التسجيل الصيفية إلى الفترة الشتوية ثم العودة إلى نفس الاتجاه.. وهكذا.

وحقيقة أقول: لا شيء يُغري على الانتظار طالما ملف الخصخصة مركون داخل دهاليز النسيان حينا وتحت طاولات التنظير الإنشائي حينا آخر، مما يؤكد تنامي الإجراءات الركيكة وتفاقم التجاوزات وتكريس مفاهيم التكتل والانقسام والتآمر بين معسكر وآخر،  يصاحب ذلك الكثير من مبررات الإخفاق التي سئمنا سماعها طوال العقدين الماضيين من خلال إعلام فضائي غير موثوق به لاعتبارات الانتقائية والانتصارات المشخصنة في برامج يتم إعداد محاورها على جلسة بلوت من منازل شرفية تنتهي جميعها إلى مفهوم: ما يخدم بخيل.. وكذا!

هل قلت لكم: حين تشاهدون لجان الفيفا تحضر في اتحاد الكرة لتراقب، ولجان تقصي الحقائق يتم تشكيلها لبحث حقيقة العبث المالي والإداري داخل الأندية، وارتفاع معدل الشكاوى والقضايا الاحترافية من محكمة الكاس، وصولا إلى لجنة الاحتراف المحلية وارتفاع نسب السمسرة للوكلاء وغياب الأرضية الاستثمارية المنهجية وتباين العقوبات من ناد لآخر.. ثم أضف إلى كل ذلك إعلاميين وأسماء وبرامج يتماهون تنظيرا وخيبة وكل ينافح عن ميوله وشرفيي ناديه وقد وصل بهم الأمر حتى لبعض البرامج الخليجية التي خرجوا لـ"يفضحونا" فيها دون التفكير في أدنى درجات المواطنة واحترام ذائقة الناس هنا وهناك.

حين دوزن (البعض) إسهابا بمقولة: إن الإعلام شريك في المنجز فمن المفترض أن يكون ذات الإعلام ومنسوبيه أحد أهم الأسباب لنكسة الرياضة الوطنية وأبرز خيباتها، ذلك بعد أن تحولت المهنة الإعلامية للبعض إلى وسيلة للتكسب والارتزاق ليمتد الأثر ويطول أمد المؤثرات ضياعا وشتاتا داخل الوجاهة الاجتماعية التي سادت في الوسط الرياضي وأبادت كل مفاهيم المنافسة الشريفة والعمل الصحيح.

هل يتذكر الرياضيون لقاء السيد فهد المطوع رئيس نادي الرائد الأسبق في برنامج كورة وما ذكره حول حقوق الأندية لدى الرابطة من النقل والرعاية وأن هناك من طالبهم بنسيان ربع مليار وفتح صفحة جديدة -هكذا بكل بساطة- وعلى طاولة اجتماع واحدة ضمت ممثلي الأندية الذين صمتوا على الأمر بشكل مُريب؟

الغريب في الحكاية أن أحدا من الرئاسة أو الجهات الرقابية لم يتحرك لبحث الموضوع أو تقصي حقيقته والتدخل لإيقاف مثل هذا العبث المركّب أو المنقول (لا فرق) فقد مرت المسألة بهدوء وكأن شيئا لم يكن.. وهذا من وجهة نظري نذير شؤم حقيقي يُفترض الحذر منه وانتظار تداعياته (الأسوأ) ربما.

متى يلج ( الأمل ) سمّ ( اللجان ) ؟

وحينها ستعرف مملكة الإنسانية رياضة مختلفة وإنجازات منتظرة.

ركــزة

على الفطرة ولا عندي هجوس ولا نوايا سود

مزاجي والدروب اللي تسافـر بي مزاجيّـة (!!)