طالبت الهيئة الوطنية الشعبية في اليمن الأطراف السياسية في البلاد بتنفيذ ما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات الحوار اليمني واتفاق السلم والشراكة، وفق برنامج واضح ومزمن.وشددت الهيئة التي أطلقت الليلة قبل الماضية بصنعاء، مبادرة "دعم وطن" على ضرورة مواصلة الأطراف للحوار القائم باعتباره الخيار الوحيد والمتاح لتجنيب اليمن ويلات شبح الحرب الأهلية.وأكدت المبادرة على الأطراف ضرورة وقف كل أنواع التصعيد الإعلامي، والعمل على بث روح التسامح وتغليب مبدأ التعايش السلمي، داعية إلى تشكيل لجنة للمصالحة توكل إليها مهمة التواصل مع كل الأطراف وتقريب وجهات النظر بينها، من أجل إخراج المصالحة إلى حيز التنفيذ.إلى ذلك لا تزال الأزمة اليمنية مستعرة، بعد انقلاب الحوثيين ودخول الرئيس السابق علي عبدالله صالح على خط صب الزيت على النار. وفي حين أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارا بتكليف قادة عسكريين كبار باستقبال العسكريين الجنوبيين المسرحين قسرا، وكذلك المنقطعين الذين أقرت اللجنة العسكرية إعادتهم وفقـا لمخرجات الحوار الوطني، يسعى علي عبدالله صالح إلى تأليب الفرقاء السياسيين ضد شرعية الرئيس هادي، وإيجاد الذرائع لمهاجمة المناطق التي ترفض هيمنة الحوثيين وانقلابهم العسكري. وذكرت مصادر يمنية في صنعاء أن اجتماعات سرية يعقدها صالح مع ضباط موالين له وقيادات حوثية متحالفة معه، تهدف إلى إشعال فتيل حرب طاحنة ضد الجنوب بعد تسليم ملف الجنوب إلى القائد العسكري الحوثي والمتهم الرئيس الذي صدر بحقه قرار إدانة من مجلس الأمن، أبو علي الحاكم.وأفاد شهود عيان بأن الرئيس السابق صالح دفع بمجاميع مسلحة كبيرة إلى محافظة تعز لإدخالها إلى طور الباحة الجنوبية، في محاولة منه لفتح جبهة يمر عبرها إلى الجنوب. إلا أن هذه القوات تم طردها فور وصولها من قبل اللجان الشعبية الجنوبية التي تنتشر في مديرية الصبيحة وتقوم بتأمين المنطقة.ووفق مراقبين، فإن خريطة القوى التي اعتمد عليها صالح في حربه على الجنوب عام 1994، اختلفت اليوم جذريا فمحافظتا تعز ومأرب تقف اليوم بالمرصاد لمخططاته، وترفض بشدة الانقلاب الحوثي على شرعية الرئيس هادي. وقد أعلن أبناء تعز وقوفهم ضد أطماع صالح للعودة إلى سدة الحكم، بينما مأرب الغنية بالنفط والغاز بعثت قبائلها برسائل صريحة إلى الرئيس هادي، مفادها أنها رهن إشارته للدفاع عن الشرعية الدستورية.