وصف أحد مرشحي الرئاسة في السودان العملية الانتخابية المزمع إجراؤها الشهر المقبل بأنها "ميتة"، بسبب لا مبالاة قطاع كبير من الشعب بالاستعدادات التي تجرى لها، وعزوف نسبة كبيرة عن تسجيل أسمائهم في كشوف الناخبين.
وقال المرشح الرئاسي المستقل محمد عوض البارودي في تصريحات لافتة أمس: "هناك صعوبات تواجه العملية الانتخابية، من بينها عدم اقتناع المواطنين بجدوى الانتخابات، إضافة إلى أن أعدادا هائلة من الناخبين لم تهتم أصلا بقيد أسمائها في الكشوف. لذلك يمكن وصفها بأنها ميتة".
وأبدى البارودي استياءه من رفض المواطنين الانتخابات وتشكيكهم في أنها انتخابات حقيقية، وأضاف "عندما بدأنا واجهتنا صعوبات كثيرة، أهمها أن المواطنين غير مقتنعين بالانتخابات، لذلك قمنا بمجهودات كبيرة أسهمت في تخفيف حدة الرفض".وأعلن البارودي عن تقدمه بمقترح للمفوضية بإنشاء وحدة لقياس الرأي العام، وانتقد عدم استجابة المفوضية للشكوى التي قدمها احتجاجا على عدم تكافؤ الفرص المتاحة للمرشحين للظهور في وسائل الإعلام مقارنة بمرشح حزب المؤتمر الوطني.
في سياق منفصل، قدمت وزارة الخارجية السودانية تقريرا لوفد الجامعة العربية الزائر للبلاد حول الإجراءات والتطورات المتصلة بالحوار الوطني والأجواء السياسية والشعبية التي تنتظم البلاد حاليا استعدادا للانتخابات، وأكد الوفد العربي أن مهمته تتركز في تقديم المشورة.ويزور وفد من الجامعة العربية السودان حاليا لتقييم مراحل ما قبل الانتخابات السودانية المعلنة في أبريل. وأطلعت وكيلة وزارة الخارجية بالإنابة سناء حمد وفد المقدمة من جامعة الدول العربية على الأجواء السياسية والشعبية التي تنتظم البلاد حاليا استعدادا للانتخابات.
وأبلغت الوفد بأن السودان منذ عام 2005 اختط نهجا جديدا للتداول السلمي للسلطة وإعادة توزيع الثروة، واتباع النظام الفيدرالي، وقالت إن السودان تلقى طلبات عدة من مختلف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لمراقبة الانتخابات.وأحاطت المسؤولة السودانية الوفد بقضية الحوار الوطني الذي قالت إنه يعالج إشكال كيف يحكم السودان، وتابعت "بالتالي فإن الحوار الوطني والحوار المجتمعي لن يتوقفا بعد إعلان نتائج الانتخابات، لأن الأمر هنا يتعلق بمستقبل السودان والأجيال المقبلة".بدوره، استعرض رئيس وفد الجامعة نتائج لقاءاتهم حتى الآن مع المفوضية القومية للانتخابات، مؤكدا أن مهمة الجامعة تركز في تقديم المشورة على أن يتبع ذلك لاحقا تقديم الدعم الفني الذي تطلبه المفوضية.وأشار رئيس الوفد إلى أن هذه الزيارة تعد مقدمة تترتب عليها خطوات عملية تتعلق بمشاركة الجامعة وطبيعة الدعم الذي يتم تحديده للسودان، وأكد حرص الجامعة على دعم السلام والتنمية في السودان.