الحمد لله على الابتلاء.. ومرض السرطان لم يكن من اختياري، بل قضاء الله وقدره وأحمد الله على قضائه، في مدرستي تنظر إليّ المعلمة بشفقة ورحمة وزميلاتي تكسوهن المشاعر الحزينة عند رؤيتي، لا يعلمن أنهن يعذبنني بتلك النظرات أكثر مما أعانيه من مرض السرطان، دعنني أستمتع معكن ما بقي لي من عمر، دعنني أعيش طبيعتي معكن، لا تقتلنني بشفقتكن قبل أن ينتهي أجلي.

بقلم: طفلة مريضة بالسرطان

هذه رسالة من أخت لنا مصابة بهذا المرض وتعاني الأمّرين: مرارة العلاج ومرارة الشفقة في وجوه من حولها.

نحن بيدنا أن نقف معها بالعلاج الطبي والعلاج النفسي لنزرع البسمة بدلا من الشفقة، دعوها تعيش كما هي تريد، فمطلبها ليس صعبا، كل ما تريده هو أن تُعامل مثل أي طفلة سليمة.

لا أنكر مدى الألم الذي أعيشه عند زيارتهم في غرفة العلاج الكيميائي، تجد الطفل والكبير، أنثى وذكرا.. مرض لا يعرف سنا ولا جنسا.. عدو لا يرحم، وعيون مثقلة بالألم والحزن.. منظر يفطر القلب السليم ويرجعه هزيلا.

في الفترة الماضية قررت أن أكرس لمرضى السرطان وقتا أكثر من الماضي، تعمقت في تفاصيلهم، أحزنني شعورهم وشدني إصرارهم وإيمانهم وأكثر ما لمسته منهم في تلك الفترة هو ما تصنعه لهم البسمة وتأثيرها فيهم، عجيبة تلك الابتسامة، تقوم مقام النبض بالجسد المنهك، تنسيهم الهم والحزن، تعيد لهم الأمل، تقول لهم تلك الابتسامة: نحن معكم ولن نتخلى عنكم يا محاربي السرطان.

خاتمة:

ستعرف ما هو السرطان عندما يصيبك أو يصيب أحباءك، أجارنا الله وإياكم ومتعكم بالصحة والعافية.