كان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضحا ومحددا وراسما لسياساته ورؤيته للمرحلة القادمة، لقد أراد كعادته أن تكون الأمور دقيقة ومعلنة ولا تحتمل تفسيرات مختلفة، هذا هو مليكنا الذي يعرفه الجميع، واليوم أتحدث تحديدا عن رؤيته لأهمية الإعلام ودوره المؤثر عندما قال: "إن للإعلام دورا كبيرا في إتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإيصال الحقائق، وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع".

علينا الخروج من فكرة أن الإعلام هو الصناعة الإخبارية فقط، هذه المرحلة انتهت بعد أن أصبح في جيب كل مواطن "وكالة أنبائه" الخاصة به، عبر هاتف ذكي يقوم بنقل وبث ما يريد. الإعلام هذه الأيام يحقق وظيفته من خلال المحتوى وليس من خلال الأدوات فقط.

ولكن ما حدث في إعلامنا خلال الفترة الماضية هو التركيز أكثر على الأدوات، مثلا: التجهيزات الهندسية للتلفزيون، أبراج البث الإذاعي، مبان وأستديوهات جديدة، ومع أنها مهمة بالطبع لكن كان يجب أن يتم التركيز على المحتوى الذي سيملأ شرايين تلك الأدوات وإعطائه الميزانيات المناسبة للمنافسة في التأثير الخارجي بما يليق بحجم وأهميه بلادنا، وهي من أهم الدول الأكثر تأثيرا في العالم.

من يستطع إنكار هذه الحقيقة؟، وهي أن الإعلام توأم كل الوزارات، وصورتنا التي تعكسنا اليوم أمام أنفسنا وأطفالنا وأجيالنا، بل وأمام العالم كله.

إعلامنا اليوم يجب أن ينظر إلى تطوير المحتوى بالأهمية التي يستحقها ليكون مشروعا وطنيا مستمرا ومتدفقا ومنافسا وحافظا لوحدتنا ومانعا لفرقتنا.

بعد كلمة الملك أحببنا أن نلتقي كمجموعة من الإعلاميين المحبين لوطنهم لنصنع في جلسات من العصف الذهني الودية قائمة من المشاريع التي نشتاق إلى وجودها في شاشاتنا. إذاعتنا، مواقعنا، ووكالة أنبائنا. وأتمنى من وزير إعلامنا الشاب الدكتور عادل الطريفي أن يعطي الفرصة لصانعي المحتوى المحليين ليطلعوه على خبرات تراكمية من التعامل مع المجتمع المتلقي الذي يعيش الآن بأمل أن يستعيد إعلامنا المحلي دوره الأصيل والوطني كما دعا إليه مليكنا، ووزيرنا جدير بذلك.

خارطة طريق إعلامنا الداخلي ستقودنا إلى الإعلام الخارجي المؤثر، ودور السعودية في إخراج الإسلام بصورته الحقيقية وخطف الكاميرا من "داعش" وكل تنظيم متطرف، هو موضوع مقالي ليوم غد إن شاء الله.