يسر مركز الدعوة والإرشاد بالرياض أن يدعوكم أيها المواطنون الكرام، وأنتم بكامل العقل والأهلية، لحضور محاضرات تدعمها وترعاها وزارة الشؤون الإسلامية بدأت منذ أول من أمس بتاريخ 25 من شهر شوال الجاري، وستستمر في جامع الملك خالد بأم الحمام. وهذه الدعوة المباركة رعاكم الله إنما هي لتروا وتتأملوا كيف أن الوزارة لديها تفسير خاص لآيات اختلف في تفسيرها المفسرون، فكان الاجتهاد الذي أتاح فرصة الاختلاف الذي هو رحمة. وأيها المواطنون الكرام، إن الوزارة الموقرة إذ تدعوكم لهذه السلسلة بعنوان "تفسير آيات تأولها الليبراليون" لتروا وتسمعوا عن قرب وكثب، آيات نزلت للمسلمين جميعاً فارتأت الوزارة أن كل مختلف مع الداعية الذي سيلقي المحاضرة، وهو ممن تشهد له مواقع الإنترنت المتطرفة، فإن المختلف سيصنف أنه ليبرالي. أي أن كل كاتب أو صحفي أو مثقف أو مفكر، أو حتى عالم جليل استشهد بآية من الآيات وفسرها بما قرأه في أمهات كتب التفسير، فإنه ليبرالي. وإذا كان خادم الحرمين الشريفين قد وجه خطاباً في مجلس الشورى قبل سنوات بوقف التصنيف بين المواطنين، هذا إسلامي وذاك ليبرالي، فإن لدى وزارة الشؤون الإسلامية موقفا آخر تجاه هذا الخطاب.

الوزارة في حالات تكررت وهذه آخرها وقد لا تكون أخيرها، إما أنها لا تعلم أو أنها تعلم، وفي الثانية تكون المصيبة أعظم.

هناك دعاة قدمتهم وزارة الشؤون الإسلامية ودعمتهم، كأمثال الدعاة عبدالمنعم المشوح وخالد المشوح وماجد المرسال، وكان لهم الجهد من خلال حملة السكينة في تراجع كثير من الإرهابيين وحملة الفكر الضال على شبكة الإنترنت. ولكن مثل هذه الجهود تُنسى ولا تشكر، حين تعلق مصلقات مراكز الدعوة والإرشاد من تبوك إلى الرياض وجدة والدمام وأبها وغيرها من المدن والمحافظات والقرى، وهي تنضح بعناوين صارخة ودعاة لا علاقة لهم حقيقة بالدعوة.

لعل وزارة الشؤون الإسلامية لديها وجهة نظر أخرى، خصوصاً في تلك الآيات التي تأولها الليبراليون الذين لا يعرف أحد أين هم؟