في الوقت الذي كشف فيه ناشط حقوقي أحوازي أن إيران وخلال عامي 2013 و2014، اعتقلت أكثر من 500 أحوازي بتهم واهية، عدّ العضو في المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، عادل صدام، إيران بأنها "مفسدة في الأرض"، وأن نظامها مولد للكوارث الإنسانية، خصوصاً ما يضر العرب. ودعا الإعلام العربي إلى مواكبة كل تحركات الأحوازيين من الآن فصاعداً، وأن يضع دعم القضية الأحوازية على سلم أولوياته، الأمر الذي يعده الشعب الأحوازي داعماً بالدرجة الأولى.

وقال صدام لـ"الوطن" "نحن ماضون في نضالنا بكل أنواعه المشروعة في الداخل والخارج، ولن يهدأ لنا بال أو تغمض لنا عين، وشعبنا يعاني من الانتهاكات اليومية بفعل آلة القتل والإجرام التابعة للاحتلال الفارسي، وهي انتهاكات تفوق ممارسات النازية، وسنفضح الجرائم اليومية التي تقوم بها دولة الاحتلال الفارسية بحق الأحوازيين".

إلى ذلك، نظمت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الجمعة الماضية، مظاهرة حاشدة أمام البرلمان الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسيل، تحت عنوان "لن ننساكم أبداً 2". وأقيمت المظاهرة للتنديد بسياسات الاحتلال الإيراني وجرائمه المستمرة بحق الشعب العربي الأحوازي.

ومن أمام مقر الاتحاد الأوروبي، علت أصوات عربية منادية بضرورة وقوف الدول العربية إلى جانب الأحوازيين في نضالهم لتحقيق غايتهم بالاستقلال عن الاحتلال الذي وصفوه بـ"المجرم"، وجابت جموع المتظاهرين شوارع العاصمة البلجيكية، وسط حضور عربي وخليجي بارز. وأكد وفد حركة النضال العربي الذي التقى عدداً من مسؤولي البرلمان الأوروبي بعد المظاهرة، على ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي بكل مؤسساته في الأحواز.

إلى ذلك ركزت الحركة في بيانها الختامي الخاص عقب المظاهرة على خمس نقاط رئيسية، تمثلت في الاحتجاج على الدمار البيئي الذي أحدثته سياسات طهران في الأحواز، ورفض الأحوازيين للإعدامات المتكررة والاعتقالات العشوائية، وإعلان الرفض القاطع لما تقوم به إيران من تدخل في شؤون بعض البلاد العربية، ورفض جعل قضايا الشعوب الأحوازية والكردية والبلوشية والآذرية، ملفا للمساومة حول ملفها النووي. بطلب إرسال مبعوثين متخصصين من قبل الأمم المتحدة، للوقوف على حالات الانتهاك المتكررة التي يتعرض لها الشعب الأحوازي.

من جانبه، قال الناشط الحقوقي الأحوازي، عبدالكريم خلف، في تصريحات إلى "الوطن": "تكمن أهمية هذه المظاهرة في إرسال صوت الأسرى والمعتقلين إلى المؤسسات الدولية، نظرا للانتهاكات التي يمرون بها، من محاكمات غير عادلة وخارج نطاق القانون الدولي، وحتى القانون الإيراني، بحيث ما زال الأحوازيون يحاكمون حسب المادة 186 من قانون العقوبات الإيراني، وهي مادة ملغاة أساساً".

وكشف خلف أن النظام الإيراني اعتقل خلال عامي 2013 و2014 ما يزيد على 500 ناشط أحوازي، وطبق عليهم أحكام مخالفة للقوانين الدولية، بحيث يمر بعضهم بظروف صعبة، ويعاني آخرون من أمراض مزمنة، بل ويحرمون من العناية الصحية والعلاج في المستشفيات. كما تم نفي بعض الأسرى إلى المناطق النائية في إيران، رغم أن عقوبة النفي غير موجودة أساساً في القانون الإيراني.