يفترض أن يكون قد أنهى مساء أمس وفد الفيفا زيارته التاريخية "السرية" إلى المملكة للتحقيق في مخالفات اتحاد كرة القدم، وعندما أقول اتحاد القدم فإنني أعني كل مكوناته من جمعية عمومية ومجلس إدارة واللجان المعاونة والأمانة العامة، ولا بد أنه ابلغ المسؤولين بالإجراءات التي يجب عليهم اتباعها في المرحلة القادمة وأقول سرية لأننا لا نعلم ماذا حدث خلال اليومين الماضيين رغم كل الحديث الذي يدور حول الشفافية والنزاهة والوضوح والمباشرة.
إن العمل وفق متطلبات فيفا الإجرائية والتنظيمية والإدارية يحتاج إلى عمل دؤوب ومتابعة وتحديث للأنظمة واللوائح يوما بيوم وشهرا بشهر وتخصيص قسم أو إدارة مستقلة في الاتحاد بمسمى إدارة الأنظمة واللوائح أو الإدارة القانونية وتكون مهمتها الأساسية النظام واللائحة.
المشكلة الأساسية لدينا هي جهلنا التام والشامل بفكر الفيفا وأسلوب عمله وآلية قراراته ونعتقد أن سكوت الفيفا عن مخالفاتنا وأخطائنا سوف يستمر وأن مكانة المملكة الدولية اقتصاديا وسياسيا كافية لإيقاف الفيفا عند حده.
نعم الفيفا يحترم السعودية وتاريخها ويحترم اتحاد القدم، ولكنه ملتزم بتطبيق قانونه ونظامه على الكل من دون تمييز ولكن "ربعنا" للأسف لم يتفاعلوا مع مخاطباته الكثيرة والمتكررة منذ منتصف 2012م ويفهمون صبر الفيفا وحكمته وهدوءه بأنهم على صواب أو أنه لن يتخذ إجراء حقيقيا حتى تفاجأوا بالوفد يصل إليهم في حي المعذر وداخل مبنى الاتحاد.
لا أعلم ما هي الإجراءات التي اتخذها الفيفا في زيارته، ولكنني أنصح من باب المعرفة والخبرة والتجربة في العمل الرياضي وخاصة في مجال اللعبة أن نقوم بترتيب النظام الأساسي للاتحاد وفقا للنظام الأساسي القياسي وللنظام الأساسي للفيفا وأن يكون التطبيق دقيقا وبدرجة عالية من الشفافية لأن المرحلة اختلفت الآن ولم يعد ينفع معها إلا أنظمة ولوائح دقيقة وتطبيق صارم.
إن أبرز الملاحظات عندي وجوب إعادة النظر في الكيانات الممثلة للاتحاد بحيث تشمل كافة الأندية الـ(170) والابتعاد عن وهم أن الأندية الصغيرة سوف تسيطر على الاتحاد وذلك من خلال المحاصصة في مجلس الإدارة، بمعنى أن يكون تشكيل مجلس الإدارة حال عقد الانتخابات وفق نسب معينة بحيث يكون 6 أعضاء من الأندية الممتازة و4 من أندية الأولى و2 من أندية الثانية و2 من أندية الثالثة.
كما أن الروابط غير المشكلة بحسب المادة 18 من النظام الأساسي للفيفا لا يجب أن يكون لها تمثيل في مجلس الإدارة حتى يتم تشكيلها خارج الاتحاد وتنتخب مجلس إدارة خاصا بها وتقوم بإعداد نظامها الأساسي وتتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد.
إن عقد الجمعية العمومية مرة واحدة في العام يعتبر كافيا لمتابعة أعمال الاتحاد وتحقيق أهدافه وإن طلب عقد جمعية عمومية غير عادية يجب أن يخفض إلى 25% + 1 وليس كما هو الآن 50% +1.
إن هذه التفاصيل الصغيرة مهمة في استقرار عمل الاتحاد وبالتالي الانتقال إلى مراحل أكثر أهمية مثل إقامة مبنى مستقل لاتحاد كرة القدم وإقامة متحف الاتحاد وتطوير مسابقات الاتحاد وتطوير لوائحه التنفيذية، وأنا متأكد أن وفد الفيفا ناقش مثل هذه الأمور ولكن السرية الكبيرة المحيطة بالزيارة التاريخية لاتحاد الكرة لا تعطينا أي إشارات عما تم مناقشته، وهذا يضعف فرص النجاح للمهمة وقد يعيدنا للمربع الأول وعندها قد يتخذ الفيفا إجراءات أكثر قوة وصرامة.