أكد مدير مؤسسة البحوث الإسلامية في الهند، الدكتور ذاكر عبدالكريم، الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام أن اسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ورد في عدد من الكتب الدينية الأخرى قبل الإسلام. وقال: "على الرغم من التحريف الذي طرأ على تلك الكتب الدينية، إلا إنه ما تزال هناك إشارات حول نبوته، بل وورد في بعضها اسمه ومواصفاته ووجوب اتباعه".

وتناول ذاكر في محاضرة له الأربعاء الماضي بعنوان "محمد عليه الصلاة والسلام في مختلف الكتب الدينية العالمية" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض وحضرها المئات الذين اضطر بعضهم للجلوس في الممرات نتيجة الزحام، كما تابع بعضهم المحاضرة من خلال الشاشات الخارجية في المركز، سيرة نبينا محمد كخاتم للرسل ونبي للإنسانية وليس للعرب أو المسلمين فحسب، وما ورد عنه في مختلف الكتب المقدسة لجميع الأديان التي تحدثت عنه.

وشدد فيها على أن الإسلام هو دين السلام وهو رسالة للبشر أجمعين، وقال: "الإسلام ليس ديناً جديداً بل هو امتدادٌ لرسالات الله سبحانه وتعالى السابقة لهداية الأمم".

وعدد ذاكر الإشارات التي وردت في الكتب الدينية الهندوسية القديمة، وقال: "بالرغم من التحريف الذي حدث في الديانة الهندوسية، إلا أن هذه الديانة كانت في الأصل ديانة سماوية، وقد وردت في كتبها الدينية القديمة عدد من الإشارات عن الرسول محمد".

وأوضح أن "اسم الرسول محمد ورد بالاسم في تلك الكتب القديمة، وأشير إلى أنه نبي سيأتي من الصحراء وسيقوم بمحاربة الشيطان ونشر السلام في الأرض".

مؤكداً أن تلك الإشارات كانت واضحة وصريحة، حيث ذكر في واحد من الكتب الهندوسية أن الرسول الذي سيأتي ويهدي الأمم يركب الجمل ويأتي من الصحراء. كما ذكر في تلك الكتب أن الرسول محمد سيكون له 60 ألف عدو، وأنه سيهاجر من مدينة إلى أخرى".

وأضاف أن هناك عددا من الإشارات حول نبوته وردت في الديانتين اليهودية والمسيحية حيث قال: "ذكر في التوراة أن هناك نبيا سيأتي بعد الرسول موسى عليه السلام يشبهه كثيراً". ثم عدد مواضع الشبه بين محمد وموسى عليهما السلام، كالتشابه في ظروف ولادتهما وموتهما.

أما في الإنجيل، فقد أورد أدلة على الإشارات إلى الرسول محمد مثل النص الذي يقول إن جبريل سيقول لهذا الرسول الذي سيأتي اقرأ، ورده عليه ما أنا بقارئ.

وأكمل: "إن هذه القصة هي التي حدثت مع الرسول في غار حراء، ولم يعرف أن النبي عيسى عليه السلام كان أميًا".

وتميز الدكتور "ذاكر" بسعة حفظه وقوة حجته، فكان يتلو النصوص بأرقامها ومواضعها من جميع الكتب المقدسة، ثم يفندها ويشرحها بأسلوب باهر أذهل الحضور. وهو يعرف بعلمه الواسع بالأديان المختلفة وتصديه للشبهات التي قد تنتشر بين المسلمين.

يذكر أن الدكتور ذاكر نال جائزة الملك فيصل العالمية الخاصة بخدمة الإسلام، والذي تبرع بقيمتها لقناة الدعوة التلفزيونية التي أنشأها في الهند، باعتباره أحد أشهر الشخصيات الدعوية الناطقة بغير اللغة العربية في العالم، وتقديراً لجهوده في الدعوة التي تمثلت في إلقاء مئات المحاضرات والندوات العلمية التي تشرح دين الإسلام وتدافع عن مبادئه مُعتمداً القرآن الكريم والسُنة النبوية الصحيحة أساساً لنشر الدعوة.