انتقد مدير معهد الدراسات المصطلحية بمدينة فاس المغربية الدكتور الشاهد البوشيخي المؤسسات الثقافية في الدول العربية والإسلامية، واتهمها بالعجز عن إعداد معجم تاريخي لمصطلحات النقد العربي، وتخليها عن دورها الثقافي في تحقيق حلم أجيال من اللغويين، وهو المشروع الذي أقرته تلك المؤسسات وأنشأت من أجله المجامع اللغوية منذ أكثر من نصف قرن.
وقال خلال محاضرته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أمس تحت عنوان (أولويات البحث العلمي في خدمة التراث العربي والإسلامي) التي أدارها رئيس النادي الأدبي في المدينة عبدالله عسيلان: تواجه جهود مجامع اللغة عقبات التمويل بعد أن تخلت الحكومات عن تنفيذ ما تنتجه المجامع اللغوية والفقهية من توصيات وأبحاث في خدمة اللغة، وبقيت جميع جهودها حبيسة الرفوف وتعلقت آمال الطامحين في إعداد المعجم.
واستعرض جهود المؤسسات الثقافية العربية في إعداد المعجم، منذ تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة بمرسوم ملكي في عهد الملك فؤاد، الذي بدأ العمل فيه سنة 1934 بـ20 عضوًا من العلماء.
وقال "الشاهد" تكمن أهمية المعجم في أنّه يمكن الأمة من فهم لغتها وتراثها الفكري والعلمي، وربط حاضرها بماضيها.
داعيا الدول العربية والإسلامية إلى وقف التعدي على مصطلحات النقد العربي في العصرين الجاهلي والإسلام حماية لتراثهم العربي، إذ إن المصطلحات مفاتيح التراث العربي.
وأشار المحاضر إلى أن التمويل يمثل العصب الأساس لإنجاز المشروع، فهو بحاجة إلى دعم على مستوى الدول العربية، إذ إن "ألكسو" و"اليونسكو" الهيئتين المعنيتين بالحفاظ على الثقافة العربية بتنا لا نتوقع ولا ننتظر منهما شيئا. مشيراً إلى أن بناء المعجم هو بناء ذاكرة الأمة اللغوية، لرصد التطورات اللغوية والفكرية التي مرت بها الأمة العربية على مدى عشرين قرنًا.