وصف صاحب دار طوى للنشر عادل حوشان حركة مبيع الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب بـ"الجيدة" لكنه رأى أنها ليست "جيدة جداً"، معيداً الأمر لعدة أسباب، أهمها في رأيه تعديل موعد الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، خصوصاً أن المعرض يفتتح يوم الجمعة لفترة مسائية فقط دون فترة صباحية، كما أن يوم السبت يشهد انشغال الجميع بالتحضير ليوم العمل التالي.

كما رأى أن البعض يدعي أن الاحتياطات الصحية تجاه مرض كورونا أثرت أيضا في نسب الإقبال، وقال "هناك زحام وحضور جيد في المعرض، لكنه لا يقارن بالزحام والحضور في العام الماضي الذي سبقه حيث يعد أقل مقارنة بالعامين السابقين".

وتمنى حوشان لو كانت هناك إحصاءات دقيقة يمكن أن تحدد أعداد الزائرين وتوجهاتهم، وحركة الكتب والمبيعات، وغيرها مما يمكن أن يقدم أفكاراً للباحثين والمهتمين بحركة النشر والتأليف وغيرها من المواضيع ذات الصلة.



اهتمام

وعلى خلاف معنيين ومسؤولين في دور نشر أخرى يرى حوشان أن هناك اتجاها عاما من رواد المعرض نحو اقتناء المؤلفات السعودية الجديدة والترجمات الأدبية من الروايات والشعر، وأن هناك تركيزاً من القراء على ما يتم تسويقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قلة فقط تركز على كتب الفكر، وهو خلاف ما رآه ناشرون آخرون مشاركون في المعرض.

ويقول حوشان "هناك منطقة معتمة حيال الفكر الإسلامي برزت في السنتين الأخيرتين اللتين شهدتا كثيرا من الصدامات حول الجماعات الإسلامية وتفرعاتها خصوصا تلك الجماعات التي لجأت إلى التطرف، وهذا خلق حالة من الإقبال على هذا الفكر، خصوصا أن الطروحات التي تناولت هذا الجانب تناولته بجرأة، وبحثت في كثير من المسائل ذات الصلة بالسلفية وغيرها، وهذا أوجد بعض الرواج لكتب الفكر، وكذلك لكتب التاريخ المتعلقة بالقيادات السياسية التي لم تكن هناك طروحات حول فكرها السياسي، والتي بدأ الاهتمام بها أخيرا مثل الحديث عن وزير النفط السعودي الأسبق عبدالله الطريقي الذي تناوله أكثر من كتاب، وكذلك بعض الشخصيات الإشكالية السياسية، لكن كل هذا لا يعني أن هناك اتجاها عاما أو كبيرا تجاه الكتب الفكرية، فما زالت الكتب الأدبية وكتب الترجمة والمؤلفات السعودية ووفقا للأسئلة التي تطرح علينا بحثا عنها هي المتسيدة للموقف، وهي الأكثر طلبا".



رأي مناقض

في المقابل يرى صاحب دار الانتشار العربي اللبنانية نبيل مروة أن الكتب الفكرية تحظى بكثير من القبول، ويقول "كتبنا التي تتناول المسائل الفكرية تجد رواجا شديدا مثل "الخوف من الليبرالية"، و"الخطاب الحجاجي"، و"الليبرالية في السعودية"، و"نظرات لغوية في السنة النبوية"، دون أن ننكر أن الروايات تجد بدورها حضورا لافتا وطلبا كبيرا.

وحول أسعار الكتب وتأثيرها في الطلب من الرواد، يقول "الأسعار مقبولة جداً، وهي ثابتة، وقد تم تسجيلها على الكومبيوتر خلال فترة التسجيل للمعرض وقبل افتتاحه، ولا تضارب أبدا بين أسعارها المسجلة وأسعارها المعروضة".

وامتدح مروة الإقبال الذي يشهده المعرض، وقال "هو جيد جدا كعادة معرض الرياض الذي يزدهر عاما إثر آخر".



مفاجأة

وعلى خلاف سابقيه اللذين ذهبا للحديث عن كتب الفكر والروايات والشعر وغيرها، يرى محمد رأفت من دار مدارك أن أدب الرحلات يشهد الإقبال الأكبر في جناح الدار، وعلى الأخص أدب الرحلات الذي وضعه المؤلفون السعوديون مثل "بعثة بدوي" لتركي العواد الذي وقعه أول من أمس وكان عليه إقبال كبير.

كما أكد رأفت أن كتاب "حكايا سعودي في أوروبا" لعبدالله الجمعة ما يزال الأعلى مبيعا في الدار حتى الآن خلال أيام المعرض.

وحول أسباب هذا الإقبال على أدب الرحلات يرى رأفت أن "الفضول وحرص الناس على الاطلاع على تجارب الآخرين، وكذلك على ما يمكن أن يصادفهم في الخارج خصوصا أن انتشار السفر كثرته يقود إلى هذا الحرص على أدب الرحلات".

ولم ينف رأفت كذلك الاهتمام بالكتب السياسية، وخصوصا تلك التي تتعلق أو تناقش مسائل ذات صلة بالإسلام السياسي المسيطر حاليا على الفكر والنقاشات في المنطقة.

كما يرى أن مؤلفات السعوديين تحظى بإقبال جيد وعلى الأخص المؤلفات السعوديات مثل سارة مطر وسامية العمودي "سيرة ذاتية"، عاداً الأمر طبيعياً بالنظر إلى أن 99.9% من مرتادي المعرض هم من السعوديين.



تخصص

في المقابل تجد دور النشر المتخصصة بطباعة كتب بعينها إقبالا طيباً من المهتمين والمتخصصين، مثل دار المكتب الإسلامي اللبنانية التي يقول عبدالله بشارة إدريس أحد العالمين فيها "هناك إقبال شديد على الكتاب الديني، وهذا ما نلمسه في الجناح، خصوصاً أننا نحرص على التنوع الذي يلبي رغبات المتخصصين وكذلك الراغبين بمجرد الاطلاع".

ولاحظت "الوطن" أن الكتاب الديني مرتفع السعر مقارنة بغيره من الكتب، وهو ما يبرره إدريس بقوله "الارتفاع بسيط لكنه غير مؤثر، وزائرو الجناح عموماً يأتون هنا خصيصا للبحث عن كتب محددة بعينها مثل البحوث في جوانب إسلامية وغيرها".