إن الإشراف التربوي ومنذ عقود وهو يعلو تارة ويدنو تارة ،ومن بين هذا وذاك ، ظهرت تغيرات ومسميات وأيضاً حجمت صلاحيات،  والغريب في ذلك هو تحول النظرة للإشراف التربوي من نظام إصلاح وتطوير وتمهين شامل ومتكامل ومتوازن للعملية التربوية والتعليمية داخل الميدان التربوي ،إلى النظرة المقابلة أو المضادة من بعض التربويين ووضعه في وضع  "المتهم والمشكلة" أو جزء منها في زخم مشاكل الميدان المتعددة.

إن مد جسور الإشراف التربوي يقوي مما لا شك فيه لمقومات الإنسانية وخير داعم للقادة في الميدان التربوي ، وتمكينهم من الكفايات المعرفية والتربوية اللازمة في عملهم ليضيئوا بها عقول أبنائنا الطلاب ،ومن هنا لابد من تحديد وتأطير عمل المشرف التربوي وتحديد مساره ليمارس أدواره بشكل سليم بعيدا عن العشوائية والارتجالية. ولا يخفى على المتأمل في التغير الثقافي المعاصر ملاحظة بروز عدد مهول من المفاهيم والقيم والأدوات التي تتحتم على العناصر الفاعلة في العملية التربوية والتعليمية مواكبتها والتعاطي معها بما يطور الممارسات الإشرافية التربوية وتضمين تحقيق مخرجات تتناسب مع المعايير العالمية في عملية التعلم  !! وانطلاقاً من هذه لابد من التنمية المهنية للمشرف التربوي .

 و تتجلى أهمية الإشراف التربوي في دعم المشرف التربوي مهارياً ومعنوياً ومنحه مزيداً من الصلاحيات ليمارس مهامه بقدرة واقتدار . وهناك أيضاً الدليل الإجرائي لمهام وأعمال المشرف التربوي الذي أصدرته مشكورة إدارة التعليم بجدة لتحقيق مخرجات جيدة لها الأثر الكبير والإيجابي على جميع الجوانب التربوية والتعليمية داخل الميدان التربوي ،ويحدد الدليل  أيضا 34 مهمة من مهام المشرف التربوي من وصف لها واتخاذ الإجراء المناسب من خلال كل مهمة.