كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الأسبوع الماضي، كانت عبارة عن منهاج وخطة عمل لسياسة المملكة على المستويين الداخلي والخارجي، وكان للإعلام في الكلمة نصيب مهم، فقد ذكر -حفظه الله- حرص المملكة على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، ونبه على ضرورة القضاء على كل ما من شأنه "تصنيف" المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية. مفردة "التصنيف" هنا ذات دلالات هامة اجتماعيا وإعلاميا، فنظرة واحدة إلى المجتمعات من حولنا تدلنا على نتائج هذه التصنيفات التي كان لها دور كبير في الشتات وانعدام الأمن والاستقرار فيها. كل هذه المعضلات المعقّدة التي نعيشها في عالمينا العربي والإسلامي لم تبدأ بإطلاق رصاص بل بدأت بإطلاق كلمات وتصنيفات وضعت كل مجموعة من الناس في خندق، ثم وزعت عليهم الأسلحة بعد ذلك!

بعد هذا التعبير المهم مباشرة أشار الملك إلى أن للإعلام دورا كبيرا في أداء رسالته وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، من هنا يبرز دور الإعلام في مواجهة هذه التصنيفات لا تعزيزها، ومن ثمّ ركز على أربعة جوانب مهمة، هي أولا: (إتاحة التعبير عن الرأي)، وهو مبدأ مهم شرعي وحقوقي، ثانيا: (إيصال الحقائق)، وهذا هو دور الإعلام الحقيقي بعيدا عن تصفية الحسابات أو الأغراض الشخصية، ثالثا: (عدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع)، ثم لخص كل ذلك بقوله:(على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية).

هذه الكلمة نبراس لإعلام واع.. لا يخبط خبط عشواء.