الصديق علي الموسى صاحب قلم مؤثر، لا يقود الرأي العام بقدر ما يسهم في صناعته.. ومن حسن حظي أن ثمة هامش من "الميانة" بيننا لأقول له ما لا يروق لي من بعض أطروحاته..
يوم أمس طالعت مقاله عن وزير التعليم.. كان المقال جميلاً، وينطوي على مجموعة من الأفكار الجوهرية -رحم الله غازي القصيبي، الذي يتصل بالكاتب حينما يكتب مثل هذا المقال، وإن تعذر الأمر يبعث له برد مكتوب بخط يده- قلت للدكتور علي: يبدو أنك صنعت من صاحبنا صنما ضخما دون أن تقصد!
هل تعرف يا صديقي أنك في مقالك عن الزميل عزام الدخيل -وزير التعليم- أوردت مفردة "معالي" أكثر من 16 مرة؟ ألا تعتقد أنك بهذا التبجيل المبالغ فيه تصنع منه صنماً؟! ثم نأتي في النهاية ونشكو أنه لا يرد على الصحافة.. نحن السبب.. نحن الذين نرفع زملاءنا وأصحابنا لمكانة عالية.. عالية جدا.. ثم حينما لا نستطيع الوصول إليهم نشكو أنهم أرستقراطيين برجوازيين!
وزير التعليم الجديد "عزام الدخيل" رجل طيب وعملي وذو أخلاق عالية ولا شك.. وأحمل له محبة وتقديرا كبيرين.. لكنني لن أرفعه لمنزلة تضره ولا تنفعنا.. ناهيك عن أنه أول من يرفض طريقتنا هذه في الخطاب معه.. وقالها في أول ظهور له، حينما قال خاطبوني بـ"أبو محمد"!
وقبل إرسال هذا المقال للصحيفة قرأت لأستاذي الموسى تغريدة استدراك عميقة، يبث خلالها خشيته أنه أسهم بصناعة "طاووس" دون أن يقصد!
قبل سنوات شن علي عدد من الزملاء حملة ضارية لأنني أخاطب الوزراء بلقب أخي الوزير..!
كانوا يريدون مني أن أخاطبهم بالتبجيل والتفخيم.. معالي.. يا صاحب المعالي.. معاليكم.. معاليه..
قلت لهم أنتم تصنعون أصناما بهذه الطريقة.. هؤلاء منا وفينا.. خرجوا من بيننا لوظيفة جديدة وسيعودون إلينا.. ثم إنني باستخدام مفردة "أخي" أرفعهم لمرتبة سامية من العلاقة الإنسانية.. والمؤلم أكثر أن أحد رؤساء التحرير تأثر بتلك المقالات، وأصدر أمره بمنعي من استخدام مفردة "أخي" حينما أتخاطب مع الوزراء.. بل يجب أن أستخدم أفخم العبارات، كأنه يقصد أن أرفعه لمنزلة عالية لا يستطيع الإعلام السعودي الوصول إليها، تماما كحالنا مع بعض الوزراء!