لا أصدق أننا في عام 2015 ويلزم المواطن شد الرحال إلى مدينة أخرى من أجل استخراج تأشيرة استقدام لعمالته المنزلية!
إذ يقتصر استخراج تأشيرات العمالة المنزلية على إدارات استقدام الأفراد في المدن الرئيسة فقط، أو عن طريق مكاتب وشركات الاستقدام الأهلية الذين يشترطون لاستخراجها أن يتم الاستقدام من خلالهم فقط. ولا أود التعليق على الخيار الثاني، لأنه ومن خلال التجربة مجرد ذكر تلك المكاتب كفيل بإيقاظ "القولون" عندي!
احتكار المكاتب الرئيسة لوزارة العمل كمنافذ لاستخراج تأشيرات العمالة المنزلية تسبب في ازدحام المواطنين عليها، وهذا ليس إلا من التضييق على الناس في مصالحهم.
أذكر مثلاً قبل فترة كان المراجعون لمكتب استقدام الأفراد في مدينة الدمام يتسابقون قبل أذان الفجر لتسجيل أسمائهم في ورقة وضعت على بوابة المبنى كإثبات لحضورهم باكرا عندما يفتح المكتب أبوابه رسميا الساعة 8 صباحا، وبعضهم قادم من محافظات تبعد عن العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية بنحو 500 كيلومتر!
ذلك التكدس لم يكن ليحدث إلا لعدم إمكانية استخراج تأشيرات العمالة المنزلية في المنطقة الشرقية سوى من ذلك المكتب، برغم المساحة الشاسعة للمنطقة وتباعد مدنها عن بعضها!
تقديم خدمات استخراج التأشيرات للأفراد إلكترونيا –فيما لو أرادت وزارة العمل– ليس بالأمر المستحيل، بدليل أن الوزارة أطلقت يوم أمس الأحد خدمة الحصول على التأشيرات المتاحة للمنشآت من خلال الخدمات الإلكترونية، بدءا من تقديم الطلب وحتى إصدار التأشيرة دون الحاجة لزيارة مكاتب العمل.
لذا أناشد وزارة العمل التخفيف على المواطنين، بتقديم خدمة استخراج وتعديل وإلغاء تأشيرات العمالة المنزلية إلكترونيا، دون الحاجة لتكبدهم عناء السفر، أو على الأقل تعميد جميع مكاتب العمل المنتشرة في المحافظات باستقبال طلبات الأفراد الخاصة بالعمالة المنزلية ولو يدويا.