"الملافظ سعد" مثل شعبي جميل سمعته للمرة الأولى في عسير.. التي أحبها وأحب أهلها.. مثل جميل كجمال الغيوم حينما تعانق جبال تهلل، يدفعك لأن تختار ألفاظك وكلماتك وعباراتك التي تستخدمها في حوارك مع الآخرين - أو حتى مع نفسك - بعناية خاصة، فلا يلفظ منك قولٌ إلا وقد غسلته بالدعاء والرجاء والتفاؤل، وألبسته ثوب الحُسن والرقة واللين، ووشحته باللطافة والتقدير والثناء.
هذه حقيقة .. الألفاظ التي نستخدمها في حديثنا هي باب من أبواب السعادة أو التعاسة نفتحها في وجوه الآخرين.. نافذة مشرعة للتفاؤل أو التشاؤم.. فال سعد أو نذير شؤم على المتحدث والسامع على حد سواء..!
احرصوا أن تزرعوا مفردات السعد والتقدير في حياتكم.. في حواراتكم مع أُسركم وأصدقائكم وموظفيكم.. بل حتى مع الغرباء.. اختاروا ألطف الكلمات، وأجمل الألفاظ.. وأحسن العبارات.. اخلطوا حواراتكم معهم بعبارات حسنة رقيقة تنضح بالمحبة والتقدير، وراقبوا النتائج المذهلة!
كنت - ولا أجد حرجاً من الاعتراف بذلك - أطرب حينما أسمع كلمة ثناء وتقدير من رئيسي في العمل.. التقدير المعنوي أهم عندي من التقدير المادي.. الأثر المادي يزول، والمعنوي يبقى.. وينمو، ويكبر ويُثمر مزيداً من النجاح والتفاني والعطاء.. ولك أن تتخيل كم من الموظفين والعاملين والمراجعين في إدارتك لم يسمعوا منك يوماً كلمة طيبة!
أقول للأصدقاء دوماً: الناس بحاجة للبُشرى.. بحاجة للطمأنينة.. بحاجة لحسن القول ـ "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" ـ بحاجة لمن يتحدث معهم بأسلوب طيب، وجميل، ينضح بالتفاؤل، والبِشر، ويفتح أمامهم أبواب التفاؤل..
.. تجنبوا العبارات القاسية، والجارحة، والمحبطة.. واستبدلوها بالقول الكريم واللين ..
تبادلوا العبارات اللطيفة مع الآخرين.. أحسنوا اختيار ألفاظكم، وكلماتكم.. قد لا تشعرون بقيمة هذه العبارات العابرة، لكنها ذات أثر عميق في نفوس الآخرين.