قبل سنين تعرضت لمرض البهاق، وكما تعلمون فهو مرض يصيب الجلد فيتغير لون بعض المناطق في الجسم. لا أنكر أنه في بدايته أثر عليّ نفسيا، وحرصت على علاجه وجربت أنواع الأدوية في المستشفيات داخليا وخارجيا، وصولا إلى تجريب الطب الشعبي.

لكن، وصلت قناعاتي إلى مرحلة أنه مرض زار جلدي ولم يفارقني. مرض لا يسبب أي ألم أو مضاعفات أو إعاقة، كما أنه ليس معديا. مجرد تغير في اللون في ا?طراف والشفاه.

رضيت بقسمة الله وأحمده وأشكره، إنه فقط بهاق.

عندما أرى السرطان والمصابين بالشلل النصفي أو الرباعي أو التهابات الكبد، أحمد الله على ما من عليّ أسوة بغيري.

البهاق لا يكاد يذكر عند العيش مع كرسي الإعاقة، ولا يكاد يذكر أمام ألم مرض السرطان والجرعات الكيماوية أو بتر أحد أطراف جسدك.

لا يوجد كامل غيره سبحانه، اختار لك البهاق ولغيرك العمى والعرج والشلل والسرطان.

عندها أقول: يا مرحبا بهذا الضيف الذي زار جلدي ولم يفارقني.

ولكل من أصيب بهذا المرض: لا تهتم ولا تلتفت إليه. لا تجعله مصدر قلقك وهمك. لا تخجل منه فهو شيء لا يذكر. من يحبك سيتقرب منك لأجلك، ولن يهتم بمرضك هذا.

نحن أمة مسلمة، علّمنا ديننا الصبر والرضا بما كتبه الله. فأمرنا كله خير كما قال نبينا: "إنْ أصابته ضرّاء فصبر كان خير له، وإنْ أصابته سرّاء فشكر كان خيرا له".

اللهم ما عجز عنه الأطباء، فأنت رب الأطباء لا يعجزك شيء، اللهم اشف كل نفس ذاقت طعم الألم من المرض وارزقها الشفاء العاجل.