ليست المسألة خطابا لحاكم جديد يشرح لشعبه خارطة عمله في الحكم، وليست المسألة أيضا قرارا بإعفاء مسؤول عن وزارة خدمية كبرى. ابحث عن الدلالات والمؤشرات.

بلد هو الوحيد من بين الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية عام 1945، لم تهتز أركانه أو تضرب أسس الدولة الوطنية فيه، في منطقة يسودها الدم والتقسيم ونهاية شكل الدولة في العصر الحديث.

نجت السعودية من الفوضى فيما يسمي الربيع العربي وما بعد الربيع من ويلات وعشرات الأزمات حتي الآن. لا شك أن الأساس متين وأن المؤسس خلفه رجال حفظوا دولته بتوفيق الله.

خطاب سلمان الملك الجديد والخبير بدهاليز الدولة وعوائق عملها كانت فيه إشارات واضحة جلية أن المواطن وأمنه وتنميته هو الأولوية. فكانت جمله واضحة في خطابه عندما ذكر المجلسين "الأمني والاقتصادي" يعرف سلمان بن عبدالعزيز أكثر من أي أحد أن السعودية دائما توجد فيها إرادة سياسية للتنمية والتطوير تصطدم ببيروقراطية قاتلة ومعوقة لأي تقدم، وتضخم في وقت دراسة المواضيع في زمن أصبح السعودي يرى نماذج تنموية على طراز رفيع حوله، وأصبح يقارنها بواقعه الخدماتي.

وجاءت إشارة أخرى إلى إعفاء مسؤول بعد ساعات من شرحه خطة عمل وزارته أمام المسؤول التنفيذي عن التنمية و22 عضوا ومستشارا. يعني لا مزيد من الوقت لخطط ومقترحات، بل حلولا سريعة وواضحة للمشاكل التنموية.

زاد معدل تفاؤل السعوديين، وارتفع سقف توقعاتهم بالعهد الجديد. وهذه مسؤولية ضخمة على الملك ورجالاته، وفقهم الله وأعانهم.

يا لهذا الوطن الذي أتعب أعداءه. في نفس التاريخ الذي أرادوه ثورة ودمارا قبل أربع سنوات بـ"حنين" المزعومة، يجدد الملك الجديد العهد مع شعبه علي نهج والده وإخوته، ويضع لمسته الخاصة سريعا في بداية عهده. أرادوها خلافا بين الأحفاد، فوقف أحد كبارهم سنا ومقاما وثقافة يخطب قائلا: عاش ولي ولي العهد، وأرادوها قبل سنوات ثورة شعبية، فردت عليهم السعودية. ثورة على البيروقراطية.