وجهت السعودية صفعة مدوية لتنظيم القاعدة في اليمن، بعد عملية استخباراتية محكمة، أسفرت عن تحرير نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي بعد ثلاث سنوات من الاختطاف.

وفيما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشراء منزل للخالدي، هاتف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والده محمد خليفة، مهنئا إياه بسلامة ابنه، بينما أقامت السلطات مراسم استقبال رسمية له تقدمها ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وشارك فيها نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

ونجحت الرياض في اعتماد سياسة النفس الطويل في قضية ديبلوماسيها المختطف، ولم ترضخ إلى محاولات القاعدة استخدام الخالدي ورقة ضغط وتفاوض، مقابل إطلاق عدد من إرهابيي التنظيم الذين يقضون محكومياتهم في الداخل.

وفي تصريحات صحفية أكد الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن عملية تحرير الخالدي من مختطفيه تمت بأيد سعودية خالصة ومن دون مساعدة من أحد، مؤكدا أن ذلك "عمل يرفع به الرأس".

وردا على سؤال لـ"الوطن" حول ما إذا كانت العملية تعد رسالة إلى الجماعات الإرهابية بعدم رضوخ حكومة المملكة لتهديداتها، قال "هذه رسالة واضحة بأن المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز لن تألو جهدا في حماية مواطنيها والوقوف ضد كل من يحاول المساس بهم".

 


تسجيلات الملاحم.. ضغط وتهديد

كشف الديبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي حقيقة التسجيلات التي أنتجتها مؤسسة الملاحم - الذراع الإعلامية لتنظيم قاعدة اليمن- وظهر فيها، لافتا إلى أنها تمت تحت الضغط والتهديد. وقال في رد على سؤال لـ"الوطن" حيالها "أعتذر لكل من أساءت إليه تلك التسجيلات أو تعرضت له".

وعن ظروف اعتقاله، قال الخالدي إن أسبوعا من الحديث عنها لا يكفيها، واصفا الفترة التي قضاها قيد الاختطاف بـ"المتعبة"، وإنه كان خلالها يتنقل بين منازل شعبية في مناطق معزولة.




على الرغم من مرارة وقسوة السنوات الثلاث التي ظل فيها مختطفا لدى تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أن الابتسامة لم تكن تفارق محيا نائب القنصل السعودي

عبدالله الخالدي منذ أن وطئت قدماه أرض العاصمة الرياض، بعد عملية استخباراتية وأمنية، نجحت في تحريره من قبضة الإرهابيين.

الساعة السادسة مساء، كتبت نهاية قصة اختطاف الخالدي الذي اختطفه تنظيم القاعدة في اليمن في الربع الأول من عام 2012، مستخدما إياه ورقة للضغط على حكومة المملكة للإفراج عنه مقابل إطلاق سراح الإرهابيين، وهو ما لم تلتفت إليه الرياض التي نجحت في التعامل مع هذا الملف عبر سياسة النفس الطويل، ما أفضى في نهاية المطاف إلى توجيه صفعة مدوية لتنظيم القاعدة، بعد نجاحها في استرداده من خاطفيه.

وأقامت السعودية مراسم استقبال رسمية للديبلوماسي الخالدي أمس، إذ كان في مقدم مستقبليه ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وذلك في الصالة الملكية لمطار الملك خالد الدولي التي تخصص في العادة لاستقبال زعماء الدول فقط.

وخلال مراسم الاستقبال قدم الأمير محمد بن نايف للديبلوماسي الخالدي التهنئة بسلامته وخلاصه من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، وعودته إلى أرض الوطن سالما معافى.

ومنذ اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن، ظل تنظيم القاعدة، يحاول بشتى الطرق الضغط على الحكومة السعودية للإفراج عن إرهابيي القاعدة الذين يقضون محكومياتهم، في إطار صفقة تبادل مع الخالدي، إلا أن السلطات هنا، كانت تؤكد دائما على أنه لا تفاوض مع الإرهابيين.

وفي تصريحات للصحفيين، أكد نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، أن عملية تحرير الخالدي من مختطفيه تمت بأيد سعودي خالصة، ومن دون مساعدة من أحد، عادا أن ذلك "عمل يرفع به الرأس".

ورد الأمير عبدالعزيز على سؤال لـ"الوطن"، حول ما إذا كانت العملية تعد رسالة للجماعات الإرهابية بعدم رضوخ حكومة المملكة لتهديداتها، بالقول "هذه رسالة واضحة أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز لن تألوا جهدا في حماية مواطنيها والوقوف ضد كل من يحاول المساس بهم سواء بالخطف أو الاستهداف"، مزجيا شكرا خاصا إلى ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف والقوات الأمنية على ما قامت به من جهد لإتمام عملية الإفراج عن عبدالله الخالدي.





سعود الفيصل يهاتف والده.. مهنئا ومباركا

علمت "الوطن" أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أجرى أمس اتصالا هاتفيا بوالد نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، مهنئا إياه بعودة ابنه إلى أرض الوطن بعد ثلاث سنوات من اختطافه في اليمن.

وبدا العم محمد خليفة الخالدي، والد الديبلوماسي المحرر، أكثر السعداء بالنجاح الاستخباراتي والأمني الذي تكلل بتحرير ابنه من خاطفيه. وقال خلال لقائه بالصحفيين في الصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي في الرياض "الحمد لله هذا أسعد يوم عندي".

وأشار والد الديبلوماسي المحرر إلى أنه لم يفقد الأمل يوما بإمكانية عودة ابنه إلى أرض الوطن من جديد. وقال في رده على تساؤل حول ما إذا كان مر على العائلة حالة من اليأس لطول فترة اختطافه، "لم أفقد الأمل يوما.. لا أحد ييأس من رحمة الله.. ونحن مطمئنون لأن عبدالله ولد لولاة أمورنا قبل أن يكون ولدنا.. كل ما نملكه أن نقدم الشكر للحكومة السعودية على مساعيها وجهودها التي تكللت باسترداد ابننا".


الخالدي: تسجيلات الملاحم تحت الضغط.. وأعتذر


أكد نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي الذي تم تحريره من خاطفيه في عملية محكمة قادها جهاز الاستخبارات العامة، أن التسجيلات التي كان يظهر فيها تم تصويرها والإعداد لها تحت الضغط والتهديد، ولا تعبر عن لسان حاله إطلاقا.

ورد الخالدي على سؤال لـ"الوطن" حول التسجيلات التي كانت تبثها قناة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، وعما إذا كانت تمت الضغط والتهديد، بقوله "نعم"، واستدرك قائلا "أعتذر لكل إنسان ساءته تلك التسجيلات أو تعرضت إليه، وأقدم شكري للجميع، بدءا من قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى أصغر مواطن".

وعن ظروف احتجازه واختطافه، وصف نائب القنصل السعودي في عدن الفترة التي قضاها قيد الاختطاف بـ"المتعبة"، لافتا إلى أنه كان محتجزا داخل عدد من المنازل الشعبية في مكان معزول. ولم يفصح الخالدي عن مزيد من التفاصيل حيال الفترة التي قضاها قيد الاختطاف، قائلا "لو أردت الخوض في ذلك لن يكفيني أسبوع كامل من الحديث".


دموع رغد تبكي الحضور وتفرض الصمت

أمام دموع طفلة صغيرة لا يمكن للصمت إلا أن يسود، والربكة أن تحضر.. هذه الحالة فرضت نفسها وبقوة تجاه ملامح رغد البنت الوحيدة لنائب القنصل السعودي في عدن.

فبينما كانت "الوطن" تحاول استنطاقها حول اللحظة وماذا تمثل بالنسبة إليها، كانت نظراتها تحكي القصة، قصة غياب دامت ثلاث سنوات، غياب كان بطعم الألم والحزن، وكتب في نهايته سعادة اللقاء.

حاولت رغد حبس دموعها والأسئلة تطرق مسامعها "هل بابا تغير عليك؟.. أكيد اشتقتي له"، وكانت في كل سؤال تستخدم إيماءة الرأس كإجابة للنفي أو الإيجاب، حتى جاءها السؤال الذي فجر دموعها عن آخرها "هل كنت تدعين لبابا يوميا عشان يرجع لك؟"، سؤال كان جوابه الدمع، بكت رغد وأبكت من حولها، وتوقفت آلة التسجيل.


مارس.. شهر حمل الحزن.. وزف الفرح

لعل أهم المصادفات في قضية الديبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي، أن عملية اختطافه تمت في شهر مارس قبل ثلاث سنوات، وأن تحريره من خاطفيه تم في الشهر نفسه لهذا العام.

ففي العام 2012، وقبل أن يسدل شهر مارس أيامه الأخيرة، تعرض الخالدي في اليوم الـ28 منه إلى عملية اختطاف من أمام منزله بحي المنصورة في عدن وهو في طريقه إلى مكتبه صبيحة الأربعاء، ليتم تسليمه في صفقة مشبوهة لعناصر تنظيم القاعدة الذين احتجزوه قسرا في مخالفة صارخة للمبادئ والأخلاق الإسلامية والعربية فضلا عن أحكام العهود والمواثيق الإنسانية، بحسب تعبير مصدر مسؤول في وزارة الداخلية.

الشهر الذي حمل الحزن لعائلة الخالدي، هو الذي زف الفرح كذلك، ولكن هذه المرة في بدايته، وتحديدا في اليوم الثاني منه لهذا العام، الذي كتب نهاية قصة اختطاف دامت ثلاث سنوات، بعد عملية محكمة أسهمت في تحرير الخالدي من خاطفيه.



 يقبل رأس خالته



 الخالدي يؤدي صلاة المغرب على أرض الوطن عقب وصوله