ماذا تلاحظون في العنوان؟ صح.. هِيَّاااه/"البولاندياااة": هناك تكرار لفظي، وكأنك وضعت مرآةً بعد كلمة "تكرار"؛ لتقرأ العبارة من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، ومن "اليمير" إلى "اليسان"، ومن "اليسان" إلى "اليمي"ر، و....خذ حبتي مسكِّنٍ للصداع، أو إن شئت عشر حبات منوِّمة، إن ركبت دماغك وقررت متابعتنا حتى نهاية المقالة!
ازدهر هذا الفن من التكرار في الفترة التي يسميها التاريخ العربي القديم: "عصور الانحطاط"! أما التاريخ الحديث فيسمِّيها: "عصور الانحطاط ساااابقاً"؛ بعد أن رأى بأم عينه "اليمرى"، و"اليسنى" أحط منها بكثيرٍ! حتى صار ـ لكثرة "الأحط" ـ ينهج تسميتها بالحروف والأرقام، بطريقة مرور الكرام: "أ ح ط 001"، "أ ح ط 1111"، "أح ط 9999".. وهلمَّ انحطاطاً!!
وقد ثبت زيف نظرية "طه حسين" القائلة: "إن الأدب "يزدهر" كلما "انحطّت" مناحي الحياة الأخرى، السياسية، والاجتماعية، والعلمية"! و"حطَّ محطَّها": إذا انحط كل شيء، فليس لـ"بعض شيء" أن يزدهر؛ بل إن "شيئاً ما" سيكون "أحط" من "أي شيء"! و..ماذا؟ ألم تكفِ "حبَّتا" مسكِّن، ولا عشر حبات منوِّم؟ ومازلت راكباً دماغك لتعرف "آخر الانحطاط"؟
حسنٌ.. آخره هذا "الانحباط" الرائن على قلوب الزملاء والزميلات، نتيجةً لتكرارهمهن طرح الأفكار دون أمل ـ لا "طعيمي" ولا "زاهد" ـ في استجابة "بعض" المسؤولين الأبعض! وهنَّهم بين خيارين: إما أن يكونوا كأستاذهنهم "المطر": يطرح أفكاره بسيلٍ هادرٍ خاطف، ويمضي غير آبهٍ بمن استفاد أو تضرر! ثم يعود بعد غيابٍ طويل و"يكرِّر" فعلته ويمضي! وإما أن يكونوا كأستاذتهمهن "الشمس": تسطع كل يوم، فإن وجدت نباتاً غذته ونمته، وإن وجدت عظماً هشَّاً أمدته بفيتامين (د)! وإن وجدت "مستنقعاً" آسناً طهرته أو جففته! وإن وجدت "صلعةً" بهيةً زادتها لمعاناً! ولا تغرب عن جهةٍ إلا لتشرق في أخرى، غير آبهةٍ بمن يسأم "تكرارها"، كصاحب "الدجاجة" الذي وجدوه "يصفِّقها" قائلاً: كل يوم "بيض" يابنت الديك؟! و.. ماذا؟ ألم تكف عشر حبات مسكن، وعشرون حبةً منومة؟ حسنٌ.. دعك من "الكتاب"، و"الكُتَّابات"، والـ"تكرار بلا حياة"، وقل لي: هل تخيلت "الحياة بلا تكرار"؟ ماذا لو قرر "المطر" أن يهدر مرةً واحدةً دائمة؟ ألن "يكوِّش" على كل مناقصات التنمية، ويمارس كل ما كان يفضحه من فساد إداري؟ وماذا لو قررت "الشمس" أن تتمتع بإجازة "أمومة"؟ ألن ينتهز "الليل" الفرصة ـ "وكل ليالي العاشقين ذنوبُ" ـ ليلعب بذيله "مسياراً"، و"مسفاراً"، و"مثقافاً"، ونهـ.... لا والله.. ماراح فيها إلا "أهل النهاري"! ألن يستأثر الليل بالجو كله، ويرينا "نجوم الظهر"؟! وهل سيجدي تكرار صوت "الحلا كله" في بيروت الليلة: "غب لك شي ليلة يا هالليل"؟ و... ألم يوصك سيدنا/"أبو الجعافر": لا تفطر "فولاً" أثناء القراءة؟!