فرحت كثيرا بالحديث الذي دار مع الزميل ماجد البسام رئيس التحرير المكلف بخصوص العودة إلى الكتابة في "الوطن". فلهذه الزرقاء في داخلي محبة كبيرة ومكانة مهمة، وأتمنى أن أوفق مع القراء فيما أطرحه هنا.

لقد وجدت من المناسب جدا أن أبدأ مقال العودة إلى "الوطن" بالكتابة عن الملف الطبي، وعن أهميته لأي مريض في العالم، فهو يمثل التاريخ الطبي له، وعلى مستوى التوفير في المصاريف أيضا يعدّ وجود الملف الطبي مهما جدا، فالعنصر الاقتصادي مؤثر ولا يمكن تجاهله أيضا، ولذلك نجد أن كثيرا من الأطباء المخلصين يسألون المريض إن كانت لديه صور من الإشاعات أو التحاليل التي أجراها، رحمة بالمريض من المبالغ التي قد يدفعها مع فحوصات جديدة.

وللحق، ليس هذا الأهم في موضوعي هنا، بل الأهم هو الرقم الطبي الموحد لكل من يعيش في المملكة سعوديين أو مقيمين.

فلدينا المركز الوطني للمعلومات الذي يعمل بتقنيات متقدمة. هذا المركز هو الأصل في استمتاعنا بخدمات "أبشر" السحرية، ما أقترحه هنا أن يكون رقمي الوطني هو رقم ملفي الطبي وبالتأكيد إن القائمين على المركز سيسعدهم ذلك، إذ يتم وضع كل بياناتي الطبية وتاريخي المرضي وفحوصاتي السابقة والأشعة وتخزينها رقميا.

هذا المشروع الذي أتمنى من وزير صحتنا الجديد أحمد الخطيب أن يتبناه من أجل تحويل حالتنا الصحية إلى حالة رقمية يسهل الدخول إليها من أي مكان، سيكون ذلك بمنزلة "زوم آن" على الحالة الطبية للمريض، وستدرك وزارة الصحة على وجه الدقة الأمراض الأكثر انتشارا بين السعوديين، ومدى حاجة الوزارة إلى الكوادر الطبية وتخصصاتها بحسب خارطة الأمراض المنتشرة في السعودية.

كما أن خطة شراء الأدوية لن تكون عشوائية بل ستعتمد على أرقام دقيقة بالمطلق.

ستكون في صفحتي كمواطن أو مقيم في خدمة "أبشر" أيقونة عن تاريخي الصحي كاملا، تجعلني جاهزا لأي طارئ قد يحدث لي أيضا طالما أن الجميع أصبح يعرف أن رقمي الوطني هو رقمي الطبي.