أطلق نقاد عرب لقب "ناقد الساحة" على الناقد الدكتور عالي سرحان القرشي في ليلة الاحتفاء بحصول كتابه "تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية" على جائزة وزارة الثقافة والإعلام لأفضل عشرة كتب صدرت في السعودية 2014.
وشهدت الأمسية التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف أول من أمس قراءات نقدية لكتاب القرشي امتدت لتشمل مسيرته النقدية. وقدم الدكتور محمد عبدالرزاق المكي من كلية الآداب بجامعة الطائف قراءة عن تأصيل القرشي للمشهد الثقافي وتحولاته، وقال الدكتور مجدي أحمد توفيق في قراءته لكتاب القرشي: إن المؤلف ظهر بوجه الباحث المدقق وكان معنيا بتحرير المصطلحات وتدقيقها وتوثيقها ووجه العالم الأكاديمي الصارم المهموم بالقيم الإنسانية العليا التي يخاطب بها الناس ووجه ناقد الساحة.
وقال إن الكتاب الذي تناول تحليل الأبنية والتراكيب الجماليات حمل ثلاث صور هي صورة البحث العلمي المنهجي الدقيق الذي قدم بصرامه وصورة العالم الذي يخاطب الرواية من خلال مقالاته النقدية التي كانت حافلة باللغة الشارحة، وصورة ناقد الساحة الذي اقترب من مواضيع لا تشغل الباحث الأكاديمي. وأضاف: إن ناقد الساحة يجمع بين النقد والتقويم ويدل الأدباء على ما يستنكر وما يستحب فيما يكتبون، لأن ساحة الأدب تحتاج إلى مثل هذا الناقد، مشيرا إلى أن لغة القرشي كانت مثقلة بالفصاحة وبارعة في النقد والتحليل وتوليد عشرات التراكيب المذهلة، وهو ناقد لا يقف داخل أسوار الجامعة بل يلتفت لمن هو خارجها.
وفي المداخلات، قال الدكتور خالد الغامدي: إن مفهوم ناقد الساحة مفهوم مهم يجيب أن يفعل لأن هناك سيل من النصوص الروائية المترهلة لغة ومضمونا، يجب على النقاد أن يضعوا ذلك في الحسبان، فالنص الروائي أصبح ثقبا لبعض الظواهر الحالية وهذا أسهم في دخول كتاب غير أكفاء وضعفاء في الإنتاج الروائي وهذا الضعف أظهر أهمية ناقد الساحة.
أما الدكتور فاروق دربالة فذهب إلى أن القرشي التحم في كتابه مع النص والجماهير وهذه مسألة مهمة للناقد أن تكون هناك حميمية ومعايشة مع النص، فالنص يلح على مبدعه أولا ويلح على ناقده ثانيا، والقرشي تسلح بأدوات حداثية في غاية الرهافة.
الزميل خالد قماش قال: "ربما يكون القرشي من الأوائل الذين تم تكريمهم قبل أن ندسهم في التراب كعادتنا مع المبدعين".
من جهته شكر الدكتور عالي القرشي فرع جمعية الطائف على مبادرته، قائلا: دعيت لهذا التكريم بمجرد إعلان فوز الكتاب وراودتني الكلية بالتكريم، فرحبت الجمعية بي وبالكلية وشاءت الإرادة الإلهية أن تجتمع الكلية في رحاب الجمعية لتكريمي. وأضاف "قراءة النقاد لكتابي جعلتني أغار مني لأنهم قدموا قراءة نقدية إبداعية ووضعتني في أفق أسأل الله أن أكون وفيا له".