في برنامج اتجاهات، الذي تقدمه الإعلامية نادين البدير، لم تتمالك نفسها من الضحك وضيفها العجيب الغريب يقترح استقدام نساء أجنبيات، سائقات، حلا لمشكلة قيادة المرأة للسيارة، و"طبّلها" أكثر بقوله إن الأجنبيات "عادي" أن يُغتصبن! في ذلك يصدق المثل الشعبي "ما أحلاك ساكت!".

فلن تجد زمنا يركب عليه هذا القول مثل زمننا هذا، العجب بعينه ليس فقط أن أحدا يفتي بجواز جماع الرجل زوجته الميتة، وآخر يقول لو كانت الأرض مدورة لجاءت الصين إلى الشارقة، وثالث يقول إنك لو مزحت بكلمة "لا تاخذ سيارة بعد مطوع" فإن هذا كفر، الرجل نفسه قال في نفس المقطع إن من يتحدث بهذه النكتة إذا مرض فإنه سيذهب لهذا المطوع ليرقيه. وحرفيا قال "تجي عندي وأتفل"! ورابع يقول إن قيادة المرأة للسيارة يؤثر على مبايضها، وخامس وسادس. إلخ، بل إن ما هو أكثر عجبا أن تجد لهؤلاء جماهير ليس لها آخر، تقدس ما يقولونه بعماء، ولا تتردد في مهاجمتك بأقذع السباب لو انتقدتهم.

حين قام أحدهم بسرقة كتاب مؤلفة -نعم سرقه بحذافيره- ومع أنه صدر ضدّه حكم وتغريم، لكن تعال وانظر كيف تكلم أتباعه! البنت المسكينة، وهي التي سُرق كتابها.. أُهيل عليها من الشتائم، التي بلغت حد المساس بها، ما لا يتصوره عقل ولا بشر، وكأن ذلك السطو الصريح لم يزد الأتباع إلا جنونا وتقديسا.

وقبل عامين وفي برنامج كوميدي قام الفنان خالد سامي بتقليد شخص ما، فانقلبت الدنيا، وكأنه مسّ مقدسا من المقدسات، مع أن البرنامج نفسه ومنذ سنين يقوم في جزء منه على تقليد الشخصيات العامة، والجميع يشاهد ويضحك، لكن هذا... لا! يا لهذا العَتَه الأعمى!