لو طُلب مني اختيار عنوان لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، التي وجهها إلى المواطنين قبل يومين لاخترت قوله: "كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى"
لست وحدي من أسعده سماع ذلك من الرجل الأول في السعودية اليوم.. وأكاد أجزم هنا أن أكثر الذين احتفلوا بهذه العبارة هم سكان المناطق البعيدة.
عبارة "لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى" هي من وجهة نظري أهم أساس من أسس العدالة في التنمية التي نبحث عنها.
واخترتها تحديدا لأنها مليئة بالمضامين المهمة. لأنها رسالة تطمين بالغة الأهمية. لأنها تقول إن الكل سواسية أمام أنبوب النفط والغاز. سواسية أمام ميزان التنمية والنهضة. لا فرق بين منطقة وأخرى من حيث استحقاق التنمية.
الذي تشتد الحاجة إليه هو الترجمة الأمينة لهذه العبارة، لتتحول إلى ورشة عمل حقيقية. لتتحول إلى مشروع وطني شامل لكل متر مربع في هذه البلاد. مشروع توقّع عليه جميع مؤسسات الدولة. ويلتزم به -أو يُلزم به- جميع مسؤولي الحكومة.
العدالة التنموية بأبعادها ومحاورها كافة أصبحت مطلبا مهما لدى جميع أولئك الذين ما يزالون يعانون الإهمال والنسيان، ولا يجدون الاهتمام الذي حظي به سكان مناطق أخرى.
مرة أخرى وبمفردات أخرى: كلمة خادم الحرمين الشريفين مطمئنة جدا، للناس الذين يدعون -وأنا معهم- إلى ترسيخ عملي أكثر لمفهوم العدالة بشكل عام، والعدالة التنموية بوجه خاص.
نحن الذين "نشاهد" في مناطق ما لا نشاهده في مناطق أخرى، ونحن الذين "نشهد" أن ميزان التنمية والنمو في محافظة ما، يتباين مع ميزانها في محافظة أخرى، كان هذا يبعث شعورا بالإحباط.
لكن -وما أجمل لكن هذه المرة- كلمة الملك، يحفظه الله، تبعث شعورا بالاطمئنان، وتبشرنا بمستقبل أفضل.