مؤلم ذاك المشهد الذي سقط فيه نجم الوسط النصراوي إبراهيم غالب، وقاسية هي كرة القدم في بعض مواقفها وأحكامها، قاسية عندما تحرمنا من بعض عازفيها المميزين.
إبراهيم غالب سقط.. صرخ.. تألم..
سقط معه الكثير من الإبداع في الوسط الأصفر..
صرخ فصرخت معه آلاف الجماهير آآخ يا غالب..
تألم فتألمت كرة القدم لابتعادها عن قدميه الأنيقتين وسحرهما..
على عكس الكثيرين أعدت مشهد الإصابة مرات كثيرة..
ليست قساوة في القلب ولا تلذذا بالمشهد..
بل كنت أحاول تصديقه تارة وتارة أخرى كنت أقرأ سيناريو آخر لحركة غالب، ومرات كنت أتساءل: هل كان باستطاعة كريم بوضيف تفادي إصابة غالب.
ألم يكن يدرك حينها حجم الضرر الذي قد يتسبب فيه، لكنها في النهاية الرياضة وضريبتها وفاتورتها الباهظة، وقدر المولى عز وجل.
قدّر الله وما شاء فعل.
الإصابة قدرك يا غالب. والألم والحسرة قدر كل متذوقي الفن الجميل لكرة القدم.
فلست وحيدا في حزنك وألمك، ولك في المشهد الآخر والصورة المعاكسة التي ارتدت من مشهد الألم صورة التلاحم والمؤازرة والتشجيع الذي لقيته من جميع أطياف المجتمع الرياضي شاهد ودليل.
من روابط الأندية وجماهيرها من أعضاء مجالس إدارتها ورؤسائها إعلامييها ومحبيها ومتابعيها
من نجوم سابقين ولاعبين حاليين في كل الأندية.
مشهد عكس صورة التنافس الشريف ومبدأ الرياضة السامي، ونبل المنافسين حتى وإن ظهر البعض ممن لا يعون أبعاد الرياضة ومفاهيمها وهم قلة فرحين بتعثرك علّه يضر النصر.
شكرا لمدرج الأهلي الراقي، الذي ردد اسم غالب.
شكرا لجماهير الاتحاد ونجومه الذين كتبوا كلنا غالب.
شكرا لجماهير الهلال التي آزرت غالب.
شكرا لجماهير الشباب التي تمنت سرعة شفاء غالب.
شكرا لكل الجماهير.
شكرا للقدر الذي أراد نفض غبار التعصب المقيت عن كرة القدم.
هنيئا لك يا غالب بهذا الحب. هنيئا لك يا غالب بهذه الشعبية.
وهنيئا لك بمحبة المولى عز وجل بإذن الله، فالمؤمن مبتلى، وإذا أحب الله عبدا ابتلاه. اصبر واحتسب، وقاتل من أجل أن تعود أقوى، فما زلت صغيرا يا نجم.
لا تستعجل العودة. لا يهم متى تعود، الأهم أن تعود قويا كما كنت، وأن تواصل طريق النجومية التي اعتدت عليها.
واحذر أن تكون هذه الإصابة بداية النهاية، فكثيرون توقفوا هنا.