لو كنت مكان الأمير فيصل بن عبد الله ـ وزير التربية ـ لأصدرت قرارا لإدارة المشتريات بتوفير ميزان عفش، يتم وضعه في إدارات وأقسام تطويرالمناهج في الوزارة العجوز، ويتم إلزام كل موظف فيهم ـ بمن فيهم الأكاديميين الذين تجاوزوا سن التقاعد والموظفين من مواليد 1/7 ـ بأن يصعد على ميزان العفش..!

الذي وزنه 100 كيلوجرام تصرف له"خيشة" بطاطس" إنتاج وطني تعادل نصف وزنه... يحملها يوميا من البيت للوزارة ذهابا وإيابا.. والذي وزنه 80 تصرف له خيشة بصل مستورد توزاي نصف وزنه، يحملها أيضاً من البيت للوزارة صباحا، ويعود بها عند الظهر.. وهكذا مع بقية الموظفين.. المهم هو تشكيل الخضراوات وتنويع مصادرها حتى يعلم الموظفون أننا نسير على خطط علمية ومهروسة!

"إنت ووزنك".. "إنت وحظك".. يطلع لك خيشة خيار.. خيشة كوسا.. كرتون باميا.. كرتون طماط! ـ التجربة أريدها لمدة شهر واحد.. ولن يحتج أحد أبدا.. الوزارة ترفع شعار الجميع سواسية كأسنان المشط!

خلال الأسبوع الماضي شكا لي كثير من أولياء الأمور ـ خاصة ذوي طلاب الفصول الدنيا ـ من الأحمال التي يحملها أبناؤهم ذهابا وإيابا.. من وإلى المدرسة!

ولا ألومهم.. عملت في التعليم وأتذكر حال الأطفال المؤسفة وهم يحملون هذه الأوزان الثقيلة.. لكن الحال كما هو.. لم يتغير شيء..

سمعنا ـ وما أكثر ما سمعنا ـ من تخاريف وزارتنا العجوز ـ ختم الله لها بخير ـ أن المناهج ستصبح على قرص سي دي بحجم الكف، يضعه الطالب في جيبه.. لكننا لا نجد سوى مزيد من الأحمال على ظهر هذا الطفل الصغير.. حقيبة مملوءة بالكتب والدفاتر والمذكرات والأدوات المدرسية تعادل نصف وزن الطفل تماما، يحملها كل يوم ذهابا وإيابا.. بينما السادة في قسم تطوير المناهج لا يحملون سوى نظاراتهم الشمسية وأجهزة البلاك بيري.. هذا ليس عدلا يا وزير التربية.. نريد منهم أن يحملوا نصف أوزانهم!