منذ ساعات الصباح الأولى يبدأ معتمرو بيت الله الحرام في تسجيل شريط ذكرياتهم مع جدة على قارعة كورنيشها، الذي يبدأ من رشفات قهوة صباحهم، مستمتعين بنغمات أمواج البحر الأحمر، في سيمفونية لا يجدون نغماتها إلا في العروس.

كورنيش جدة يكاد لا يخلو من مجموعات المعتمرين، الذين يجدولون شاطئ العروس على قائمة برامجهم بعد أدائهم قصد البيت العتيق، معتبري إياه جزءا من البرامج الترويحية التي يحرصون عليها وتشكل مصدر استقطاب لشركات العمرة المستضيفة لهم.

مجموعات كبيرة توجد هناك يمكن رصدها، وهم يوزعون الابتسامات بينهم، ويستمتعون بالتقاط صور البروفايل، لتسجل في ذاكرتهم الإنسانية والرقمية عبر هواتفهم وكاميراتهم، فما يجدونه في الكورنيش يغنيهم عن لغة الترجمة.. فمعظمهم يكاد لا يفهم لغة الضاد "العربية"، إلا أنهم يتواصلون مع زوار الكورنيش، بابتسامة تحمل في طياتها كثيرا من الدلالات الإنسانية.

تأمل البحر على وقع أصوات الموج يسطر حكاية من حكايات المعتمرين وهم يختتمون رحلتهم الروحية على الكورنيش الذي عشقه من قبلهم كثيرون.