في المجتمعات الشرقية الحُكم بالمظهر سمة لا يمكن إنكارها مهما حاولنا تمرير المثاليات وترديد عبارة أن الرجال مخابر وليس مناظر، فيُمكن بكل بساطة منح صفة المُلتزم لشاب غض لا يهتم بتفاصيل دينه ولا يعي منه إلا إعفاء لحيته!

وفي المقابل يُعامل المجتمع حليقي أشنابهم (كمحدثكم) أسوأ معاملة، فمنذ المرة الأولى التي حلقت فيها شنبي حصلت مباشرة ومجاناً على لقب ليبرالي من أقرب أصدقائي! بل وأذكر أن أحدهم سألني بعد تسليمتي الأخيرة في صلاتي كيف ليبرالي وتصلي! ما علينا، دعونا نناقش أولاً ونسأل أنفسنا ما هي معايير الصلاح أصلاً هل يحكمها المظهر أم العمل والتصرفات والخُلق الحسن؟ دعونا نسترجع تصرفات بعض من نعرفهم ويطلقون على أنفسهم ملتزمين، هل يتعاملون بالحُسنى والابتسامة لا تفارق محياهم أم صاحبتهم الغِلظة في القول والعمل؟ عندها قد نعي جيداً أن المظهر الخارجي ليس دليل صلاح ولا حلق الشنب دليل فساد، فكم من حليق أفنى حياته يساعد هذا ويدعم ذاك، وكم من ملتحٍ التحق بداعش ثم قتل وفجر ودمر وهو يردد آية أو حديثا! إذن يا سادة العِبرة ليست بالمظهر أبداً، ومما يوجع قلوبنا كيف أساء بعض المسلمين إلى الإسلام حين تمسكوا بالقشور وناقضوا الواقع، ويكفينا أن ننظر إلى حال دورات المياه - أكرمكم الله - الملاصقة للمساجد هل هي نظيفة؟ أم بالغة القذارة؟ هل صادفتم يوماً رجلا يتوضأ ويقطر الماء منه ثم وبكل جلافة حين يقترب من باب المسجد يُصدر أصواتاً عجيبة كماكينة صُنع القهوة ثم يبصق على الأرض ويمضي مُسبحاً نحو باب المسجد!

الدين الإسلامي يا سادة أفعال قبل أن يكون مظاهر، دعونا أولاً نعكس معنى الإسلام ثم نتشدق بقشور المظاهر وكفى.