أجمع عدد من أهالي محافظة حفر الباطن على أن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات، هاجس أثار الخوف في نفوس سكان المحافظة وأصبحت حوادث سقوطها على المنازل والمركبات أمرا مألوفا مع مسيرات الأفراح داخل الأحياء، في تصرف لا مسؤول قد يحول الأفراح إلى أحزان، مطالبين بإيقاع أشد العقوبة على مرتكبيها.

يقول المواطن نايف العنزي: "عندما كنت في إحدى المناسبات مع الأقارب سقطت طلقة نارية بقربي بشكل مفاجئ بعد أن اخترقت السقف المعدني للمجلس والديكورات لترتطم بالبلاط وتعاود انطلاقها لاتجاه آخر حتى استقرت بيننا، ولولا لطف الله لأصابت أحد الحضور وحتماً ستكون قاتلة".

وأبدى العنزي استغرابه من استمرار البعض في هذا السلوك الخاطئ والتعبير عن أفراحهم بإطلاق الأعيرة النارية والتي قد تودي بحياة الأبرياء.

أما الشاب عبدالعزيز الجرمان، فأكد أنه وخلال سيره على طريق الملك خالد قرب الصناعية أصابت مركبته طلقة نارية لا يعلم مصدرها وعلى الفور أبلغ الشرطة بذلك.

بدوره، أوضح الأكاديمي سعود اللغيصم أن التهاون في استعمال السلاح يعد ظاهرة سلوكية يجب تعديلها ويحتاج هذا التعديل للتدرج من التثقيف وبث التوعية إلى فرض العقوبات على المخالفين لضبط هذه التصرفات.

وأضاف، أؤكد أن مقاطع الفيديو المنتشرة في مواقع الإنترنت لإطلاق النار في المنازل وقرب قاعات الأفراح له تأثير في تنامي هذه الظاهرة وتنافس في كثافة التعبير عن الفرح باستخدام السلاح، خصوصاً أن أغلبهم من المراهقين وصغار السن وهذا يرفع معدل الخطورة.

من جهته، أشار الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي إلى "الوطن" أمس، إلى أنه يتم التعامل مع بلاغات إطلاق النار من خلال إجراءات الضبط الجنائي اللازمة والتي تشمل ضبط الإفادات والتحقيقات اللازمة والبحث والتحري وفحوص وتقارير الأدلة الجنائية وعند التوصل إلى الجاني يتم إحالة القضية والمتهم لهيئة التحقيق والادعاء العام، وهذا ما تم اتخاذه مع البلاغين عن سقوط طلقة نارية على مجلس وأخرى على مركبة.

وأكد العقيد الرقيطي، أن الشرطة والجهات التابعة للأمن العام تقوم بدور وقائي للتصدي لهذا النوع من القضايا واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من وقوعها، إضافة للجانب التوعوي فيما يتعلق بحيازة السلاح واستخدامه والتعامل معه وتجنب استخدامه في المناسبات الاجتماعية، بما في ذلك متابعة المناسبات والمواقع العامة وضبط من يلاحظ أو يثبت إطلاقه النار في حينه. وأضاف، كما أن للأسرة والمدرسة والمساجد والإعلام دور مهم للتصدي لهذه الظاهرة يجب تفعيله والاهتمام به للقضاء عليها.