"الصحافة" هي واحدة من أخطر المهن في العالم، ففي العام المنصرم 2014 قُتل 118 صحفيا حول العالم في مواجهات دامية أثناء ممارستهم العمل الإعلامي في مواقع الصراعات، وكان أكثر هؤلاء القتلى في سورية، حسب الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يتخذ من بروكسل مقرا له.

ليس هذا فقط بل هناك 17 صحفيا آخر لاقوا حتفهم أثناء تغطية الكوارث الطبيعية، وهذه المهنة ينظر إليها بكثير من التقدير حول العالم، وهي مطمح للشبان والشابات المقدمين على سوق العمل في العالم كله، وذلك للمردود الجيد – نسبيا – من الناحيتين المادية والمعنوية، ولكنها في الواقع مهنة "مش جايبة همها" وفق التعبير المصري الشائع.

فالصحفي مهمته الأولى هي الحصول على الأخبار من الأطراف التي غالبا لا تريد أن تعطيها! وتقديمها إلى الأطراف التي غالبا تنزعج عند سماعها، فمصادر الأخبار تريد من الصحفي أن ينال ما يعطونه إياه من طوال المدائح في الجهات التي يمثلونها، وهو الشيء الوحيد الذي لا يبحث عنه! هذا في حالات السلم والوداعة، فما بالك في حالات الحرب، إذ يكون مستهدفا من كل أطراف النزاع، يواجه أناسا مدججين بأسلحة فتاكة حاملا "كاميرا" وقلما.

يتعرض للمعاملة المهينة، فضلا عن الخطف والتعذيب والمصادرة والمنع والإهانة، ومع ذلك يصمد الكثيرون منهم في تلك المخاطر بحثا عن "الحقيقة"، هي مهنة من أشرف المهن وأكثرها احتياجا في عالم اليوم، والصحفي الأمين هو مرآة للمجتمع وللمسؤول، على ألا يتحول إلى طرف في النزاعات، أو يهجر دور الناقل للحدث ويتلبس دور الصانع له.